مشاربع حوثية ظاهرها الرحمة وباطنها كارثية.. زواج جماعي أم إبادة جماعية (تقرير)
- "كيف سيكون حال من قامت المليشيا بتزويجهم بعد عام، بعدما يكون لهم كحد أدنى سبعة آلاف طفل، سيحتاجون لغذاء ودواء وكسوة، فهل ستؤمّن هيئة الزكاة حاجاتهم؟!".
أبدى ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، استغرابهم من الاستعراض الحوثي بإقامة عرس جماعي، اليوم الاثنين، في العاصمة المختطفة صنعاء، يشمل نحو 9400 عروس وعريس، فيما ملايين الأسر تعيش تحت طائلة الفقر المدقع والمعاناة الإنسانية المميتة، نتيجة سطو الحوثيين على المرتبات، والإيرادات في مناطق سيطرتهم.
وبلغت تكاليف العرس الجماعي 6 مليارات ريال، وفق مصادر متطابقة أكدت أن ما تسمى "هيئة الزكاة" استحوذت عليها عبر جبايات وإتاوات من التجار والمواطنين، وهو مبلغ يكفي لدفع رواتب قطاع كبير من الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا، معتبرين ذلك هدرًا للمال العام، لصالح مشاريع خاصة بها، دون الاكتراث لما يعصف بالشعب من أزمات ومجاعة.
مستقبل مخيف
مجلي الصمدي، الناشط والصحفي، انتقد إقامة ما تسنى "هيئة الزكاة" للعرس الجماعي، متسائلًا: "كيف سيكون حال من قامت المليشيا بتزويجهم بعد عام، بعدما يكون لهم كحد أدنى سبعة آلاف طفل، سيحتاجون لغذاء ودواء وكسوة، فهل ستؤمّن هيئة الزكاة حاجاتهم؟!".
يضيف: "يعتقد من تبنوا المشروع، بأن ذلك سوف يعفيهم من المساءلة حول مصير تريليونات الريالات التي دخلت خزائن الهيئة العامة للزكاة غير القانونية"؛ إذ غالبًا ما توظف المليشيا الإرهابية هذه الأموال في العمليات العدوانية وإثراء الدائرة السلالية من كبار القادة والمشرفين والنافذين، على حساب المعاناة المستفحلة التي يعيشها اليمنيون وهم يكتوون بنيران أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
رفض شعبي
من جهته يقول "محمد" وهو أديب وسياسي مع التحفظ عن ذكر إسمه الرباعي لدواعٍ أمنية: "إن العرس الجماعي الذي أقامته مليشيا الحوثي يأتي في سياق محاولة المليشيا احتواء غضب الناس ونفورهم تجاه تصرفاتها العابثة، ورغم الهالة الإعلامية التي أحاطت به المشروع الذي تصفه بالكبير، وتحاول من خلاله تزييف وعي الناس، إلا أنه قوبل بالرفض والسخرية".
تحصد المليشيا الفشل في تحسين سمعتها، على الرغم من كل الوسائل التي تحاول من خلالها دغدغة مشاعر المواطنين وكسب ولائهم، وأما مشروع الزواج الجماعي الذي أقيم اليوم، كما يقول محمد، لم يؤدِّ سوى لمضاعفة نفور المواطنين واستيائهم، بصورة واسعة وتجلى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في السياق يرى نبيل حيدر أن العرس الجماعي لدى الجماعة الدينية السياسية لأشخاص معينين، وليس أي شخص مستحق للزواج يقومون بتزويجه فضلًا عن لجوئها إلى توظيف هذا الزواج في مسائل غايتها الاستقطاب وصرف الاهتمامات المطلبية باستحقاقات العيش الكريم.
وعندما شعرت المليشيا بأن نفور الناس تضاعف جراء الأعمال التي تقوم بها، سعت إلى تبني مشاريع مزيفة من خلال تشكيل ما يسمى "الهيئة العامة للزكاة" غير القانونية؛ إذ بدأت بأعمال إقامة مشاريع تزويج جماعي، وتوزيع الصدقات، لكن هذه المشاريع ليست سوى يافطة لمشاريع سرية تنفذ بمليارات الريالات المنهوبة فيما تخدم مصلحة المليشيا وتثبيت نفوذها.
أهداف أخرى تحدث عنها مواطنون وناشطون، تقف خلف الزواج الجماعي الذي تنفذه المليشيا، من بينها محاولة معالجة ما خلّفته حربهم من آلاف القتلى وبالتالي الأرامل اللائي يقومون بتزويجهن لشباب طامحين للزواج، وتعيقهم الظروف المعيشية عنه، وذلك بعد أن يضمنون ولاء هؤلاء الشباب لهم، فهم مشاريع لقتلى جدد، وبذلك تضرب المليشيا الحوثية عصفورين بحجر واحد، تستغل أرامل قتلاها وأزمات الشباب في الوقت ذاته.
وفيما تؤكد مصادر في العاصمة المختطفة صنعاء، أن عناصر من المليشيا تعرض على الشباب تزويجهم بمن ذهب أزواجهن ضحية لحربهم العبثية، مقابل الولاء للفكر السلالي؛ تكشف أخرى أن معظم من يتم اعتمادهم في الأعراس من مناطق موالية للحوثي، وخاصة في شمال الشمال، في حين قليل منهم من مناطق أخرى ليس فيها موالين كثر.
ورغم تبني الهيئة مشاريع زواج بلغت 7 مشاريع حتى الآن، إلا أنها فشلت في تحقيق ما كانت تطمح إليه، فكلما دشنت مشروعًا يروج لسياستها، أثار نفور المواطنين بشكل أكبر، وتشكلت كتلة من الآراء والمواقف المعارضة والمناهضة لمشاريع التي تصادر الرواتب وتستحوذ على المساعدات الإنسانية وتثقل كواهل الناس بالجبايات.
وتقوم ما تسمى هيئة الزكاة بفرض الضرائب والإتاوت الباهظة على الشركات والمحلات التجارية بالقوة، تحت مسمى الزكاة و"الخُمس" الذي شرعنته كهِبة إلهية واجب دفعها لصالح السلالة الإرهابية كما تزعم، ومقابل ذلك تقوم بالعبث بالمال العام عبر إقامة أعراس جماعية، ظاهرها فيها الرحمة ومن ورائها مشاريع كارثية من بينها كما يتحدث خبراء وناشطون، استقطاب الشباب والزج بهم في الأخير إلى جبهات الحرب، وبالتالي إبادة جماعية لهم