بعد أيامٍ على العرض العسكري الذي نظمته المليشيا الحوثية الإرهابية في العاصمة صنعاء، تكشفت حقيقة "النمر الكرتوني" من وراء العرض الذي سوّقت له المليشيا في معزل عن الحقائق الموضوعية التي رافقت عمليات الحشد والتدريب والعرض ولفها الكثير من الغموض.
 
مصادر متطابقة، أكدت أن المليشيا الحوثية اجتنبت إظهار تفاصيل العرض العسكري، واكتفت بمجموعة من الصور البعيدة والجوية لمنح المشهد هالةً ترفع سقف المعنويات في أوساطها المسلحة المنهارة، بعد لجوء الأسر في مناطق سيطرتها إلى منع أبنائها من الالتحاق بها؛ خوفاً على أبنائها من العودة جثثاً هامدة.
 
وقالت المصادر -بينها القيادي السابق في صفوف المليشيا المدعومة إيرانياً علي البخيتي- إن المليشيا الحوثية استقدمت فتية وشباناً من أحياء العاصمة صنعاء، وجلهم من سائقي الدراجات النارية والعاطلين عن العمل؛ إضافة إلى إرسال شبان من محافظات صعدة وذمار وإب وحجة وعمران، لغرض إلحاقهم بالعرض، بعد أن عرضوا عليهم إغراءات مالية كبيرة اتضح لاحقاً أنها بالونة إغراء وكذبة حاذقة.
 
وأوضحت المصادر أن المليشيا الحوثية أخذت هؤلاء إلى "معسكر خاص بالنجدة لتدريبهم وتجهيزهم، بعد أن أقنعتهم أن فترة الإعداد لن تتجاوز 3 أيام"، مشيرة إلى أن المليشيا أخلَّت بالاتفاق بمجرد أن أدخلت الشبان والفتيان إلى المعسكر، حيث احتجزتهم هناك لمدة 15 يوماً، وأغلقت المعسكر بشكل كلي.
 
وأكدت المصادر أنه خلال هذه المدة حدثت صدامات مع الشبان المغرر بهم وشبان من صعدة اعتدوا على آخرين من صنعاء، قبل أن تتوسع دائرة الصدام إلى اشتباك مباشر سقط على إثره عشرات الجرحى، قبل أن تتدخل سيارات إسعاف لإنقاذ الجرحى ترافقاً مع استقدام قوات حوثية لمكافحة الشغب.
 
وبينت المصادر أن العشرات من هؤلاء أصيبوا بتسمم غذائي حاد، وتم نقل الكثير منهم للمستشفى، واستمرت البروفات، كما أجبروا في النهاية على تنفيذ العرض قسراً؛ لكنهم صدموا في الأخير بصرف مبلغ 10 آلاف ريال لكل مشارك، بخلاف الوعود التي صرفتها لهم المليشيا لمنحهم مبالغ كبيرة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية