مقتل الرضي خالد.. إعلان حوثي بانتصاره على الدولة والوطنية
مثل اليوم، قبل عام، اغتال مسلح حوثي خالد الرضي، في جولة المصباحي بالعاصمة صنعاء.
كان المسلح الحوثي يقف في نقطة لا توالي الدولة التي ادعينا نحن وهو أن اسمها دولة المجلس السياسي.
وكانت تلك الجريمة إعلاناً رسمياً، وبالدم، أننا فشلنا فشلاً ذريعاً في إقناع عبد الملك الحوثي العودة لدولة اليمنيين.
كانت الحادثة انهياراً عميقاً في مشروعية الحرب التي يخوضها تحالف الحوثي والمؤتمر ضد العالم، باسم حرب الدفاع عن الوطن والسيادة والدولة اليمنية.
أن يقف مسلح حوثي في شارع عام وفي مكان يفترض أن يكون تحت سلطة ممثلة لدولة يمنية وليس لحزب أو جماعة.. هو إسقاط للغطاء الأخلاقي والوطني الذي يبقي مسميات ثلاث سنوات من الحرب باعتبارها حرباً وطنية.. ويعرفها باعتبارها مجرد حرب يقوم بها الحوثي والمؤتمر للدفاع عن سلطتهما لا عن دولة اليمنيين.
وأن يقتل المسلح الحوثي خالد الرضي، فهذا يعني أن الحديث عن سلطة الحليفين كذبة أخرى.. فالحقيقة أن الحوثي يرى المؤتمر هو آخر عقبات تمكنه من رقبة البلاد والعباد.
قَتْلُ الحوثي لخالد الرضي، كان إعلاناً حوثياً بالتمكين، وأن المؤتمر ساعده في مواجهة خصومه وحان الوقت أن ينتهي المؤتمر..
وهذا منطق بغض النظر عن ما يستحق المؤتمر في عيون خصومه على الضفة الأخرى، لكنه منطق يؤكد أن حرباً دولية ضد الحوثي لم تسهم في أي عقلنة لتوجهه.. لاتزال جماعته جماعة داعشية رغم كل ما قدمه اليمنيون لها كي تحتمي من الحرب الدولية هذه..
جماعة لا تريد لليمنيين دولة، بل تحارب باليمنيين لكي تحكم من يعيش منهم وفقاً لمنطقها وخطابها وتحالفاتها الطائفية محلياً وإقليمياً".
وجماعة لا تريد حلفاء، مهما تحالفتَ معها تراك عدواً.
لا تريدك فرداً ولا حزباً ولا دولة ولا وطناً..
لا تريدك زيدياً ولا شافعياً ولا شمالياً ولا جنوبياً..
لا تريدك إصلاحياً ولا سلفياً ولا اشتراكياً ولا مؤتمرياً..
ليس لها دخل في شعاراتك طالما أنك تقولها في سياق الولاء للصرخة.. أما أن ترى حقك في أن تكون غير كيان الصرخة فأنت لا شيء عندهم..
لا يحاربون التحالف العربي إلا بذات المنطق الذي حاربوا فيه من دماج إلى التواهي، وحين حاول المؤتمر التخفيف من سوء هذا التصور.. قال له عبدالملك الحوثي: وأنت عدو إذاً..
قَتلُ خالد الرضي.. مرافعة حوثية عملية ضد كل ادعاءاتنا عن حربها في مواجهة التحالف.
وأقول ادعاءاتنا نحن، لأنها هي لا تكذب.. هي تقول إنه زمن الولاية.. بل إن دينها كله مرتكز على الولاية.
وكلنا في مواجهة هذه الولاية شيء واحد، يمني أو سعودي.. سني أو شيعي.. جنوبي أو شمالي.. إصلاحي أو مؤتمري..
قد تنتقل هذه الجماعة للحديث عن دفاعها عن حقها لكي تعتقد ما تشاء، خاصة واليمن تتطهر منها شبراً شبراً.
وقد يكون معها حق بعد أن يكتمل تحرير حجة وصعدة.. لكن الحقيقة الأكمل أن كل هذه الحرب هي مثل حرب تنقية دم الإنسان من السرطان، لا تكون الحرب ضد السرطان لمجرد أنه مرض عادي، بل لأنه لا يترك شيئاً إلا وقتله.
حين يتحدث الحوثي عن حقه في الوجود كمكون يمني، وهذا مما كنا نقوله نحن أيضاً، يكفي أن نرفع أمامه صورة خالد الرضي..
قُتل خالد وهو معنا حليف للحوثي، ليس فقط حليف لبقائه عادياً، بل حتى لكي يحكم.. لكنه مثلنا لم يكن يؤمن بخرافة الحكم الثيوقراطي الكهنوتي الإمامي.
وعند الحوثي، هذا هو المرفوض أصلاً، وهنا يصبح دمك ومالك حلالاً للقتلة باسم الدين والمذهب والسلالة.
رحمك الله أخي خالد.. سيأتي قريباً اليوم الذي تنتصر يمنيتك على سلاليتهم، ووطنيتك على كفرهم بالوطن.
وإنهم لخاسرون..
جماعة لا تريد لليمنيين دولة، بل تحارب باليمنيين لكي تحكم من يعيش منهم وفقاً لمنطقها وخطابها وتحالفاتها الطائفية محلياً وإقليمياً".
وجماعة لا تريد حلفاء، مهما تحالفتَ معها تراك عدواً.
لا تريدك فرداً ولا حزباً ولا دولة ولا وطناً..
لا تريدك زيدياً ولا شافعياً ولا شمالياً ولا جنوبياً..
لا تريدك إصلاحياً ولا سلفياً ولا اشتراكياً ولا مؤتمرياً..
ليس لها دخل في شعاراتك طالما أنك تقولها في سياق الولاء للصرخة.. أما أن ترى حقك في أن تكون غير كيان الصرخة فأنت لا شيء عندهم..