لطمة الخلايا الحوثية وورقة تعز
اللطمة التي تلقتها إيران والحوثيون بشأن الخلايا التي تساقطت في أيدي شعبة الاستخبارات التابعة للمقاومة الوطنية، كانت موجعة؛ ولذلك سارعت الخارجية الإيرانية في النفي والإنكار رغم اعترافات أعضاء الخلايا بعمليات تهريب الأسلحة عبر ميناء بندر عباس الإيراني، والتفاصيل الدقيقة التي شرحها أفراد تلك الخلايا عن خط سيرها، وشاهد تلك الاعترافات الجميع عبر الفيديوهات التي تم نشرها.
سبع خلايا تساقطت كأوراق الخريف، رغم كل محاولات العمل السري والتباعد والفصل بينها وبين من يسيّرونها؛ لكن يقظة وخبرة شعبة الاستخبارات التابعة للمقاومة الوطنية كانت لها بالمرصاد، ليتم ضبطها وسحق أحلامها.
وبعد إدلاء أعضاء الخلايا باعترافاتهم، تعالت أصوات مناشداتهم لقيادات الحوثي لضم أسمائهم ضمن كشوفات تبادل الأسرى؛ إلا أن قيادات المليشيا تصمّ آذانها وترفض الاعتراف بهم، مع أنهم ذكروا الذين دفعوا بهم بالأسماء وتفاصيل لقاءاتهم.
وكما كان متوقعًا، جاءت ردة الفعل من قِبل المليشيا عبر مطبخها الاستخباراتي المدار من قيادات وخبراء إيران، بصورة سمجة أكثر ما يمكن أن توصف به أنها "شغل عيال"، وذلك بادعاء نشر وثائق مطبوعة في مطابخها، وادعاء استهداف الساحل الغربي لتعز!! أما لماذا اختاروا تعز؟ فالجواب يكمن في أن تعز هي آخر الأوراق التي تريد المليشيا الحوثية اللعب بها في الحرب وخلق صراعات بين القوى المناهضة لها، وفي الحروب كل شيء متوقع، ولكن غير المتوقع أن تتم خدمة الحوثيين بنشر تلك الوثائق المزيفة والمعلومات التي كتبها أحد مخدري القات في هاجس كتابة مقال وليس معلومات تستند للمصداقية، عبر مواقع قطرية تدّعي مواجهة المليشيا الحوثية! وفي ذات الحين تزعم استهداف قيادات الإصلاح بتعز في توقيت تشن المليشيا هجمات عسكرية على المدينة في محاولة لإطباق حصارها عبر آخر منفذ لهذه المدينة العظيم صبرها وثباتها.
هجوم عسكري متواصل وشائعات إعلامية زائفة تشنها مليشيا إيران، والهدف تعز والسيطرة عليها، وإذا فشلت، وستفشل لأن تعز كانت في كل الظروف أرضًا غير قابلة للمشروع الإيراني الطائفي، وللحوثي تجارب فيها؛ فإنها لجأت إلى اتخاذ أسلوب خلق صراع بين القوى المناهضة لها وزرع الاحتقان بين الإخوة.
ورغم كل ذلك، ما يجعلنا أكثر اطمئنانًا، وعي أبناء تعز لكل هذه المؤامرات، لا سيما و11 سنة كانت كفيلة باستيعاب العبر والدروس واكتساب معرفة لفضح كل تلك الألاعيب والدسائس.