تجددت الاشتباكات المسلحة بين ميليشيات متنافسة في منطقة الشبيكة بمدينة العجيلات،غربي ليبيا، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

ففي الساعات الأخيرة، هاجمت ميليشيا تابعة لمحمد بحرون، الملقّب بـ"الفار"، والمطلوب على ذمة قضايا إرهاب، تمركزات ميليشيا عمار بلكور، للقبض على عددٍ من أفرد الأخيرة، بينما أفادت مصادر أهلية لـ"سكاي نيوز عربية"، بتعرّض منزل للاحتراق جراء الاشتباكات.

 

 لا يرى الخبير العسكري الليبي محمد الصادق، جديدًا في هذه المواجهات، مشيرًا في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن هذا هو "الواقع والمعتاد في الغرب الليبي" الذي تسيطر عليه الميليشيات المتصارعة على السلطة والنفوذ وسرقة المال العام، مع غياب رادع لها.

 ولا يجد الليبيون من سكان المدن الغربية جهة أو شخصًا في الغرب قادرًا على ضبط المشهد، ولا حلًّا لهذا سوى إنهاء فوضى السلاح وقيام مؤسسة عسكرية موحدة للبلاد، حسب الصادق.

وفي مطلع يونيو الماضي، شنت ميليشيا "بحرون" حملة على المدينة ضد ميليشيا محمد بركة الملقب بـ"الشلفوح"، استمرت نحو أسبوع، وخلّفت وراءها عشرات الضحايا في صفوف المدنيين، بين قتلى ومصابين، إضافة إلى تدمير ممتلكات عامة وخاصة.

 ويعود الصراع إلى الخلافات حول مناطق النفوذ، حيث تسعى المجموعات المسلحة بمدينة الزاوية إلى مدّ سيطرتها إلى أماكن أخرى، ودخلت قبل ذلك في اشتباكات مع ميليشيات في ورشفانة ومناطق أخرى بالغرب الليبي.

الاستفادة من الفوضى

وهذه الحوادث تؤكّد أنّ الميليشيات هي المشكلة الأولى والرئيسية أمام حل الأزمة الليبية، ولا مناص من حلها، كما يقول الأكاديمي والسياسي الليبي محمد الدوري لـ"سكاي نيوز عربية".

ويُحمل الدوري الحكومة المنتهية ولايتها، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، المسؤولية عن استمرار هذا الوضع، متهمًا إياها بأنها أحد أسباب الانقسامات في ليبيا.

 وسقطت ليبيا في براثن الميليشيات بعد احتجاجات عام 2011، حين هبطت على البلاد جحافل من المقاتلين والمرتزقة الأجانب، وتشكّلت تنظيمات دينية إرهابية في الداخل سعت لتحل محل الجيش بعد نهب مخازن أسلحته.

وقسّمت الميليشيات والعصابات ليبيا فيما بينها مناطق سُلطة ونفوذ.

وبعد نجاح الجيش الليبي في طرد الميليشيات من شرق ليبيا، وانتخاب البرلمان في 2014، تُبذل جهود لإعادة توحيد مؤسسات الدولة، ومنها الجيش والشرطة، وحل الميليشيات، وطرد المرتزقة الأجانب، تقف في سبيلها تدخلات خارجية وأطماع داخلية من الميليشيات المسيطرة في غرب البلاد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية