مشاهد اندفاع الناس لطمس شعارات وآثار مليشيا الحوثي في المناطق المحررة مؤخراً، تؤكد أن ذلك سيحدث في كل البلاد بمجرد انكسار عصاها التي تحمي بها هذه الخرافات وربما أكثر من ذلك؛ فبقاء هذه المليشيا كسلطة أمر واقع ليس ناتجًا عن قناعات المجتمع بها وفكرها وخرافتها وشعاراتها التي لوثت بها كل ركن؛ فهي من روجتها ونشرتها فلا يمكن أن تسود هوية الخميني شعبًا حضارته ضاربة في جذور التاريخ.
 
لقد ارتقى وعي الناس، ويدركون أن شعارات الولاية وملصقات الدعاية والإعلامية لا تصل لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه؛ ولكنها استعطاف للناس للوقوف والتضحية بأنفسهم من أجل كاهن الكهف وزعيم الخرافات.
 
تبعية مليشيا الحوثي للنظام الإيراني لا تقتصر على المشروع السياسي والتعصب الديني المتمثل في الشحن الطائفي وثقافة الاصطفاء؛ بل تجاوزت ذلك إلى أبعد بكثير مما يتصور البعض.
 
كان تكوين نواة هذه المليشيا مجموعة من قياداتها المؤسسين وشحنهم بثقافة وفكر وموروث النهج الخميني المؤدلج، وإعادتهم ليشكلوا هذا الشجرة الخبيثة التي تُدار أغصانها عبر الريموت كنترول لتنفيذ ما أُنشئت لأجله.
 
فبمجرد إعلان هذه الجماعة  المليشاوية وتمردها على الدولة، باشرت بتنفيذ ما تلقته من إيران، فبدأت تدّعي القداسة والأحقية في الحكم وطلب الخُمس، وتقسم المجتمع إلى طبقات سلالية، وبفكرها الدخيل غررت الناس بشعارات زائفة حاولت غرسها في أذهانهم تحت شعار الموت لأمريكا وإسرائيل ونصرة الإسلام، وأخذت تعبئ الشباب للجهاد من أجل مشروعها الكارثي.
 
ومع توسع رقعة المناطق التي سيطرت عليها في البداية، بدأت بإسقاط النسخة الإيرانية، وتحضير كل المرافق الدينية وتزيين الأحياء بزراكش الحسينية وعمل الملصقات الحائطية واقتباس الآيات القرآنية التي توحي للناس أنها نزلت من أجل آل البيت.
 
ومع مرور الأيام، أحيت المناسبات التي يحتفل بها الشيعة في إيران على الطريقة الخمينية، وجعلت من مناطق سيطرتها نسخة إيرانية في كل مناسبة تنتهز الفرصة لغرس عبارات وشعارات مختلفة وعادات ومعتقدات، وفي كل زاوية من الأماكن العامة والخاصة هات يا رنج وهات يا طباعة!
 
يشعر اليمنيون أن كل ما حولهم من تطبيل وشعارات دخيلة على ثقافته الوطنية ومعتقداتهم السليمة لكنهم يعجزون عن المساس بها أو التعبير عن رفض ما يجري حولهم من عبث؛ بسبب بطش وجبروت هذه المليشيا التي تحكم بالحديد والنار وبكل طغيان وتجبر وترفع شعار المستضعفين.
 
بمجرد اندحارها، يتنفس الناس الصعداء ويهرعون إلى طمس كل ما خلّفته من فوضى، لاتتكيف أنفسهم مع ما فُرض عليهم بقوة السلاح؛ رافضين الطريقة التي أُمليت عليهم في ما يسمى حب النبي وآل بيته، لا يتوانى الجميع عن المشاركة في طمس كل الخرافات التي تخدع بها البسطاء، فهي إلى زوال.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية