واشنطن: الحفاظ على الهدنة مقرونٌ بفتح الطرقات إلى تعز
دعت الولايات المتحدة الأمريكية، مليشيات الحوثيين الإرهابية إلى إظهار التزامها بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
جاء ذلك على لسان ريتشارد ميلز، نائب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في إحاطةٍ لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، اليوم الاثنين.
وطالب ميلز المليشيا الحوثية بالرد بالمثل على ما أبدته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من مرونة في تسهيل الرحلات من صنعاء ودخول الوقود؛ وتلتزم مقابل ذلك بفك حصارهم عن تعز.
وقال: "ندرك المرونة الكبيرة التي أظهرتها الحكومة اليمنية في الموافقة على تسيير الرحلات الجوية من صنعاء وتسهيل دخول الوقود؛ لكن للأسف، لم نشهد نفس المرونة من قِبل الحوثيين في تعز، المدينة التي يحاصرونها منذ سبع سنوات".
وأضاف ميلز: "ننضم إلى الآخرين في دعوة الحوثيين لإظهار التزامهم بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والرد بالمثل على تجاوب الحكومة من خلال تحسين الوصول إلى تعز بشكل هادف لتخفيف المعاناة الإنسانية لعشرات الآلاف من المدنيين".
وأكد ضرورة العمل الفوري لفتح الطرق المؤدية إلى تعز للحفاظ على الهدنة الحالية، والتي من شأنها "تمهيد الطريق لاتفاق أكثر شمولاً واستدامة يجلب المزيد من الموارد والاستقرار للبلد، ويوقف القتال بشكل دائم، ويجمع اليمنيين لاتخاذ قرار بشأن مستقبل أكثر إشراقاً لبلدهم".
وطالب مجلس الأمن بحث أطراف النزاع على التنفيذ الكامل لبنود الهدنة، والاستمرار في اختيار السلام بديلاً للعنف.
وأوضح أن "الهدنة قللت بشكل كبير من العنف وحسّنت حرية الحركة، وأوجدت الزخم نحو السلام؛ لكن يجب علينا الحفاظ على هذا التقدم والبناء عليه، والقيام بذلك يتطلب حلًا وسط من قِبل جميع الأطراف".
وشدد على ضرورة أن تبدي جميع الأطراف استعدادها للمشاركة الكاملة والهادفة في جهود التسوية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، باعتبارها الطريق الوحيدة التي "يمكن أن توفر السلام الدائم في اليمن، على أن يتم الأخذ في الاعتبار أصوات النساء والمجتمع المدني وأعضاء الفئات المهمشة، ووجود العدالة والمساءلة".
ودعا المانحين والقطاع الخاص إلى سرعة سد الفجوة التمويلية في الخطة الأممية لإنقاذ "صافر"، وقال: "يجب على المانحين والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، اتخاذ إجراءات الآن لاستكمال تمويل الخطة الأممية الهادفة إلى تجنب كارثة اقتصادية وإنسانية وبيئية في البحر الأحمر".
وحث المانحين على الدعم المالي الفوري لسد فجوة التمويل البالغة 3.5 مليون دولار في آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن (UNVIM)، في هذا العام، لدورها الهام في تسهيل دخول السلع التجارية إلى اليمن.
وعبّر ميلز عن دعم الولايات المتحدة لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وكل الجهود الإقليمية والدولية من أجل السلام التي اعتبرها مهمة ويجب أن تستمر.
وطالب ميلز مليشيا الحوثي الإرهابية بالإفراج الفوري ودون قيد أو شرط، عن الموظفين اليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية والأمم المتحدة المحتجزين في سجون الجماعة بصنعاء.