إيران تتوجه إلى الاتحاد الأوربي لإنقاذ أزمتها
بعد تأزم وضعها الاقتصادي بفعل انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات قوية عليها، اختارت إيران توجيه بوصلتها صوب الاتحاد الأوروبي من أجل إنقاذها من الأزمة التي تتخبط فيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي تسريع وتيرة جهوده لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية والذي انسحب منه دونالد ترامب في مايو.
وذكر بهرام قاسمي، في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون الرسمي على الهواء "يحاول الأوروبيون وآخرون وقعوا على الاتفاق (الصين وروسيا) إنقاذ الاتفاق لكن العملية تسير ببطء. يجب تسريعها".
وأضاف "إيران تعتمد بشكل رئيسي على قدراتها الخاصة للتغلب على العقوبات الأميركية الجديدة".
وتسعى إيران للمحافظة على الاتفاق النووي الإيراني بهدف ضمان استمرار الصفقات التجارية التي أبرمتها مع دول أوروبية، والحصول على عائدات مالية تساعدها في أزمتها الاقتصادية.
وكان ترامب أعلن الانسحاب من الاتفاق لعدم نجاح الاتفاق في وقف أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار ومساعيها للحصول على سلاح نووي وردعها عن متابعة برنامجها للصواريخ الباليستية.
وبدأت أميركا إعادة فرض عقوبات، في وقت سابق من الشهر الجاري، تمنع الدول الأخرى من التعامل تجاريا مع إيران.
وسيتم فرض الحزمة الثانية من العقوبات التي تستهدف صناعة النفط الإيرانية المهمة والعلاقات المصرفية، في 5 نوفمبر المقبل.
ورغم الانسحاب الأميركي، أعلن الاتحاد الأوروبي التزامه بالاتفاق النووي مع إيران، حيث قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، إنها تتوقع أن يواصل باقي المجتمع الدولي تطبيق اتفاق إيران النووي.
وتابعت: "اتفاق إيران النووي يحقق نتائجه ويضمن ألا تطور طهران أسلحة نووية".
وتعهدت أوروبا بالاستمرار في منح طهران الامتيازات الاقتصادية التي حصلت عليها جراء الاتفاق النووي، بالرغم من أن العديد من شركاتها الكبيرة انسحبت من البلاد خشية الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.
يذكر أن الريال الإيراني فقد نحو نصف قيمته منذ أبريل، متأثرا في الأساس بالطلب القوي على الدولار من الإيرانيين، الذين يسعون لحماية مدخراتهم.