عقب انتشار مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي لجموعٍ غاضبةٍ من سُكان المدينة السكنية بمنطقة سعوان شرقي العاصمة المختطفة،  انتقل مراسل  وكالة "2 ديسمبر" والذي يعمل متخفيا، إلى موقع الحدث لمطالعة انطباعات السكان في ظل الاحتقان الذي تشهده المدينة على خلفية هدم الجدار، وما أعقبه من صور التهديد التي استعرضتها مليشيا الحوثي الإرهابية في المدينة لترهيب السكان.
 
في أواخر مايو الماضي، فوجئ سكانُ المدينة السكنية الكائنة على مساحة واسعة في حي سعوان، بآليات عسكرية تابعة لمليشيا الحوثي تحرس عمّال بناء، أثناء ما كانوا يقومون بتشييد أسوار من الخرسانة في مناطق مفتوحة (متنزهات ومواقف سيارات) اتضح فيما بعد أنها عملية منظمة للسطو على متنفسات المدينة الحضرية تنفذها قيادات حوثية بارزة فيما تُسمى هيئة الأوقاف التابعة للمليشيا.
 
وقالت (ض ح ي) وهي شابة من سكان مدينة الحمدي لـ"2ديسمبر"؛ إن حالة غضبٍ واحتقان تولدت في أوساط الأهالي في الحي على خلفية اعتداءات الحوثيين. مضيفةً: "فاض الكيل وخرج الناس لهدم الجدار الذي أقامه الحوثيون لنهب المساحات الخضراء بالمدينة".
 
كانت  تتحدث بحُرقة؛ لكنها تشعر بالفخر أن سكان المدينة أجمعوا على رأي واحد لمواجهة اندفاعة الحوثيين والوقوف في وجه صلفهم. تشير الفتاة  إلى أن بعض أقاربها تلقوا تهديدات من قِبل مليشيا الحوثي لأنهم تصدروا واجهة الرفض ومقاومة أطماع المليشيا الإرهابية "إلا أن من يدافع على حقه لا يمكن أن يخاف من تهديدات الإرهابيين".
 
وقال أحد المواطنين من سكان الحي- مشترطًا عدم ذكر اسمه- إن "هدم السور كان بمثابة رسالة لمليشيا الحوثي بأننا لن نسكت عن مصادرة حقنا، ولن نسمح لأي كائن أن يسطو على أملاكنا لو كلفنا الأمر الغالي والنفيس".. واستطرد: "الناس تخلت عن الخوف والجميع تكاتف ضد هذه الممارسات وخرجنا دون خوف وهدمنا السور".
 
وكان من الصعب على مراسل "2 ديسمبر" توثيق مشاهد مصورة من الحي نظرًا لتواجد عناصر تابعة لمليشيا الحوثي تم نشرها في الحي "بتوجيهات من الإرهابي عبدالمجيد الحوثي- رئيس ما تُسمى هيئة الأوقاف- الذي يقف وراء هذه الأعمال ويصر على مصادرة متنفسات المدينة بقوة السلاح"، وفق ما قالته إحدى المواطنات في حديث خاص مع وكالة "2ديسمبر".
 
وأفاد سكان المدينة- نتحفظ عن ذكر أسمائهم خشية على حياتهم- بأن المليشيا الحوثية اعتقلت 3 شبان على خلفية هدم السور، ولا زالوا موقوفين حتى الآن لديها؛ مشيرين  إلى أن المليشيا الحوثية الإرهابية تمارس عملية قمع منظمة في محاولة لإخضاع السكان بالقوة والتفرغ لنهب ما تم تسويره قبل نحو نصف شهر. 
 
وكان قادة مليشيا الحوثي- المدعومة إيرانيًا- قد صادروا أغلب أراضي الدولة، بما فيها مدارس أهلية وأراضٍ فارغة وعقارات حكومية وملاعب كرة قدم؛ إذ تفيد مصادر متعددة بأن المدعو يحيى بدر الدين الحوثي- شقيق زعيم المليشيا الإرهابية- أشرف على عمليات نهب منظمة طالت مدارس وأراضي ومتنزهات، بما فيها مدرسه آزال الحديثة التي كانت تتبع جامعة صنعاء، إضافة إلى نهب نادي كلية الشرطة ونادي ضباط الجيش، بالتوازي مع محاولات حثيثة لتحويل مستشفى الثورة إلى قطاع خاص.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية