الصحافة في يومها العالمي.. حرية يغتالها الإرهاب الحوثي باليمن
على مدى السنوات الماضية من الحرب، والجرائم الحوثية تتواصل بحق الصحفيين، والصحافة اليمنية التي اغتالت مليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًا، حريتها بكافة وسائل وحملات القمع والإرهاب منذُ بدء الحرب.
ونفذت المليشيا الإرهابية، طوال ثمان سنوات من الحرب أشرس الحملات الممنهجة والانتهاكات بحق مئات من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام باليمن، حتى صُنفت معها البلاد بأخطر مكان يعمل فيه الصحفيون في العالم.
يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة ثقيلاً على الصحفيين اليمنيين، لا سيّما ثمانية منهم لا زالت مليشيا الحوثيين الإرهابية تختطفهم للعام الثامن تواليًا بينهم أربعة أصدرت بحقهم أحكام الإعدام.
حتى اللحظة، تتواصل معاناة الصحفيين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، في سجون المليشيا، منذُ اختطافهم، حيث وبشكلٍ شبه دائم يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، فضلاً عن المعاناة والأمراض التي فتكت بأجسادهم المنهارة في الوقت الذي تمنع فيه المليشيا عنهم الحق الإنساني في الحصول على الرعاية الصحية.
الصحفيون الأربعة (توفیق المنصوري، أكرم الولیدي، عبد الخالق عمران، وحارث حمید) اختطفتهم المليشيا الحوثية في التاسع من يونيو العام 2015م، بصنعاء، وأخضعتهم لأنواع مختلفة من التعذيب، ولمحاكمات تفتقر لأدنى شروط العدالة، قبل أن تُصدر بحقهم أوامر بالإعدام في أبريل/نيسان من العام 2020م، وذلك بسبب عملهم الصحفي، متجاهلة كل الدعوات الدولية والحقوقية التي تطالبها بوقف هذه الأحكام والإفراج الفوري عنهم.
يوم عالمي لحرية
في الـ3 من مايو/آيار من كل عام يحتفل العالم باليوم الدولي لحرية الصحافة،الذي أُعلن عنه في كانون الأول/ديسمبر 1991م، بناءً على توصية من المؤتمر العام لـ"اليونسكو".
وينص الإعلان الذي تمت الموافقة عليه رسميًا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993م، على أنه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة، إلا بضمان بيئة إعلامية حرة قائمة على التعددية، إضافة لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، وكفالة التحقيق بالجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقًا سريعًا ودقيقًا.
ويمثل اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي طُرحت الفكرة الأولى لإعلانه، عندما عُقد في ناميبيا اجتماع للصحفيين الأفريقيين يوم 3 مايو/آيار 1991 م لإحياء ذكرى اعتماد إعلان "ويندهوك" التأريخي" كفرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية، وتقييم حال حرية الصحافة في جميع دول العالم، والإشادة بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء ممارستهم المهنة.
دعوة أممية
وفي هذه المناسبة التي يحتفي بها الصحفيون في جميع دول العالم، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، في بيان، إلى الإفراج عن الصحفيين المختطفين جميعًا، واصفا اليمن بـ"البلد المصنف كأخطر الأماكن للصحفيين".
وحث الوسيط الدولي إلى اليمن على "ضمان بيئة مستقلة، وآمنة، ومواتية للعاملين في مجال الإعلام".
انتهاكات مستمرة
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين، حذرت في بيان لها في مارس/آذار الماضي من استمرار حالة الإفلات من العقاب، والتعامل العدائي ضد الصحفيين من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، وهو الأمر الذي أشارت النقابة إلى أنه أجبر كثيرا من الصحفيين على مغادرة المهنة خشية الاعتقال أو القتل.
وقالت النقابة إنها رصدت 10 انتهاكات بحق الصحفيين ارتكبتها المليشيا الحوثية خلال الثلاثة الأشهر الماضية.
تقرير صدر عن مرصد الحريات الإعلامية في اليمن، أشار إلى 6 حالات انتهاك ارتكبتها المليشيا بحق الصحفيين خلال فبراير الماضي، حيث تنوعت بين 3 حالات تهديد، وحالتي اعتقال، ومحاكمة قضت بسجن الصحفي "نبيل السداوي" الموظف في وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بالسجن 8 سنوات بعد اختطافه من قبلها منذُ أكثر من 6 أعوام.
نقابة الصحفيين اليمنيين وفي بيانها الذي أكدت فيه قيام المليشيا الحوثية بالاعتداء بالضرب والتنكيل بحق الأربعة الصحفيين المختطفين في سجونها، شددت على أن "هذه الجرائم بحق الزملاء الصحفيين لاتسقط بالتقادم". مؤكدةً أنه "لن يفلت مرتكبوها من العقاب، ولابد أن ينالوا الجزاء الرادع والعادل".
إحصائيات
وفي تقرير صادر عن منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان (مقرها أمستردام/ هولندا)، الثلاثاء، رصد 1465 إنتهاكًا، طالت الحريات الصحافية والاعلامية في اليمن منذ بداية الحرب، أكد إرتكاب مليشيا الحوثي الإرهابية قرابة 211 واقعة إنتهاك طالت المؤسسات الصحافية والاعلامية في اليمن.
وأشارت إلى أن مليشيا الحوثي مسؤولة عن مقتل 40 من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام في اليمن، خلال ذات الفترة، علاوة على ارتكاب المليشيا الحوثية 467 حالة احتجاز، و193 حالة انتهاك بحق الممتلكات العامة والخاصة.
ودعت المنظمة إلى تجنيب وسائل الاعلام والصحافيين والعاملين في هذا المجال تبعات الصراع ووضع حدٍ لكل الانتهاكات التي تستهدف الصحافيين ووسائل الاعلام، والتي وصلت الكثير منها حد الحرمان من الحق بالحياة والاعتقال التعسفي والاعتداء الجسدي.