وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

الثورة مستمرة...

مثل إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في الخامس والعشرين من مارس 2021م ولادة مكون فتي أعطى زخماً للعمل التنظيمي في اليمن في ظل الركود الذي تعيشه الحياة السياسية منذ الانقلاب الحوثي في سبتمبر عام 2014م.

 

وحظي المكتب السياسي منذ إعلان تأسيسه بتأييد شعبي منقطع النظير ومباركة اليمنيين في الداخل والخارج خصوصاً وأنه أتى فيما اليمنيون يناضلون للعام السابع في سبيل استعادة الدولة وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية على السلطة.

 

نظراً لما حمله بيان التأسيس من تمسك بمبادئ وقيم الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 اكتوبر) وتعبيره عن طموحات وتطلعات الشعب اليمني في نضالهم دفاعا عن الجمهورية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر صندوق الانتخابات.

 

ويرتكز المكتب السياسي على 5 مرتكزات أساسية يستمد منها قوته على الأرض وثقله السياسي فاستطاع من خلالها وفي عام واحد من عمره أن ينافس الأحزاب والتنظيمات السياسية الممتدة في العمل السياسي لعقود من الزمن، سنستعرضها في النقاط التالية:

 

1- المبادئ والأسس الوطنية:

 

إن المبادئ والأسس الوطنية التي قام عليها المكتب السياسي وأكدها بيان التأسيس والخطاب التاريخي لرئيس المكتب السياسي الذي ألقاه في حفل الإشهار بمدينة المخا في 25 مارس 2021م ومخرجات الاجتماع الأول لأعضاء المكتب السياسي الذي عقد في 28 أكتوبر 2021م أحد أهم مرتكزات القوة التي يتمتع بها المكتب السياسي وسببا من أسباب تمدده واتساعه على الخارطة اليمنية، ومن تلك الأسس:

 

أ) التأكيد على أن المكتب السياسي امتداد لطموحات الحركة الوطنية منذ فجر الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر) ويستلهم روح ثورة الثاني من ديسمبر، ويسعى إلى تحرير العاصمة صنعاء وكل شبر من الأرض اليمنية واستعادة الدولة المسلوبة، ويشيد بالتضحيات التي يجترحها اليمنيون الأبطال سواء في الساحل الغربي وغيرها من جبهات 

 

ب) أبوابه مفتوحة لجميع الوطنيين المؤمنين بأهداف المقاومة الوطنية والقوات المشتركة؛ وأن اليمن لن يكون تابعاً أو خاضعاً للمد الفارسي مهما كلف ذلك من ثمن ومهما بلغ حجم التضحيات وسيظل عمقا استراتيجيا لأشقائه في دول الخليج والوطن العربي، كما يؤكد دوماً تمسكه بنهج الوسطية والاعتدال ورفض كل أعمال الإرهاب والتطرف والتعصب المذهبي والطائفي والغلو والتشدد.

 

ج) الاهتمام بقطاعي الشباب والمرأة يعد من أولويات المكتب السياسي باعتبارهما رافدين أساسيين من روافد النهوض بالوطن والمجتمع، وتبعاً لذلك أقامت دائرة المرأة ما لا يقل عن لقاءين تشاوريين موسعين للمرأة في الساحل الغربي وعدد من اللقاءات الفرعية إضافة إلى عدد من الفعاليات والأنشطة الدائمة وإقامة احتفال لافت في يوم المرأة العالمي. كما أقامت دائرة الشباب عشرات الأنشطة والفعاليات والمسابقات والبطولات الشبابية والرياضية بالتنسيق مع مكاتب الشباب والرياضة وعقد العديد من اللقاءات التشاورية مع مختلف القيادات الشبابية لمناقشة هموم وتطلعات الشباب والرياضيين في الساحل الغربي.

 

ولا يمكن تجاهل عوامل أخرى مثل الدور المهم للخلية الإنسانية "الذراع الإنسانية" للمقاومة الوطنية التي نفذت برامج إغاثية شاملة في جميع المديريات المحررة بالساحل الغربي عبر ذراعه الإنسانية وتقديم المساعدات العاجلة للنازحين الفارين من بطش المليشيا الحوثي كما نفذت المقاومة الوطنية مشاريع في القطاعات التنموية الحيوية: الكهرباء والطرق والتعليم والصحة والمياه، والأسماك، والإسكان، تجاوزت كلفتها 29 مليار ريال.

 

 

كما يحرص المكتب السياسي على عدم التدخل في مهام السلطات المحلية بالمناطق المحررة بل يقتصر على مساندتها ودعمها وتذليل العقبات التي قد تعترضها لتؤدي مهامها في خدمة السكان، والاعتراف بتضحيات التحالف العربي والإشادة بما يقدمه من دعم متواصل في سبيل القضاء على الانقلاب. 

 

 

2- رئيس المكتب السياسي 

 

العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح أحد أبطال ثورة الثاني من ديسمبر وكما برزت قدراته العسكرية في تأسيس قوات حراس الجمهورية هذه القوة الضاربة التي تمكنت مع رفاق السلاح في القوات المشتركة في تحرير أجزاء واسعة من الساحل الغربي في فترة وجيزة، برزت كذلك قدراته السياسية الرفيعة في تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية. 

 

ويمتلك العميد طارق مقومات قيادية برزت في قراراته الحكيمة وخطاباته العقلانية المنفتحة وابتعاده عن المهاترات الإعلامية وعدم خوضه أي صراعات جانبية قد تؤثر سلباً على المعركة الوطنية ودعواته المستمرة للقوى السياسية الوطنية بتناسي الماضي ورص الصفوف وتوحيد الجهود للقضاء على الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة؛ فأثمر ذلك تحسين العلاقات "المتوترة" بين القوى الوطنية المناهضة للحوثيين، وجعلت منه في ذهنية الجماهير القائد العسكري والسياسي الذي سيحقق آمالها.

 

ومنذ تأسيس المكتب السياسي عقد العميد طارق عشرات اللقاءات التشاورية مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية وبقية الدول الراعية لعملية السلام في اليمن، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة "السابق والحالي" وأجرى زيارة تاريخية لروسيا الاتحادية التقى خلالها كبار المسؤولين في الخارجية الروسية، كما التقى عدداً من المسؤولين الدوليين في المخا، فكان من ثمار ذلك مشاركة وفد من المكتب السياسي في المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي في العاصمة الأردنية، وهو اعتراف دولي ضمني بأن المكتب السياسي والمقاومة الوطنية قوة مؤثرة في الشأن اليمني لا يمكن تجاهلها بعد اليوم.

 

3- التأييد الشعبي 

 

يمتاز المكتب السياسي بوجود حاضنة شعبية واسعة في الساحل الغربي المترامي على محافظتي الحديدة وتعز ويحظى رئيس المكتب السياسي بحب وتقدير واحترام أبناء الساحل وكل اليمن وما أن تم إعلان الإشهار حتى سارع أبناء الساحل قادة عسكريين ومشايخ وشخصيات اجتماعية ومسؤولين محليين بإرسال برقيات التأييد والانضمام ومباركة جميع الخطوات التي يتخذها المكتب بيقين أنها ستعود على السكان أمنا واستقرارا وتنمية والأمر نفسة لبقية المحافظات

 

 

ويجب الالتفات في هذا السياق إلى الوقفات القبلية الحاشدة التي أقامها أبناء مديريات تعز الغربية ترحيباً بالمقاومة الوطنية وامتثالاً لقائدها والتي أكدت أن الجميع في خندق واحد وشراكة مبنية على الثقة تجمعهم معركة تطهير الوطن من دنس مليشيات الحوثي مؤكدين أنهم سيكونون في مقدمة الصفوف جزءاً من المقاومة الوطنية ورافداً بالمزيد من للمقاتلين وعلى استعداد لتقديم المزيد من التضحيات.

 

وكانت الوقفة القبلية المسلحة التي شارك فيها الآلاف من أبناء موزع في 3 أكتوبر 2021م وذلك بعد أيام على زيارة العميد طارق للمديرية لتجسد الالتفاف الشعبي حول رئيس المكتب السياسي وأبرزت حجم الحاضنة الشعبية للمقاومة الوطنية وإيمان أبناء الساحل بقداسة معركة استعادة الدولة.

 

 

من جانبه يظهر المكتب السياسي حرصاً على التلاحم مع الجماهير المبتهجة بالانتصارات التي حققتها القوات المشتركة بمختلف تشكيلاتها في المناطق الواقعة خارج نطاق اتفاق ستوكهولم والتي توجت بتحرير كامل مديرية حيس في نوفمبر الماضي كثمرة من ثمار إعادة التموضع التي أنجزتها القوات المشتركة بالساحل الغربي.

 

4- التنوع

 

يعد التنوع مصدر قوة لأي مكون سياسي وقيادة المكتب السياسي راعت في قرارات تعيين أعضاء وقيادات المكتب هذا "التنوع" ضمن معايير أخرى دقيقة، ولا يقتصر الأمر هنا على أن يكون الأعضاء من الجنسين (الذكور والإناث) بل أيضاً أن يكونوا من مختلف شرائح المجتمع ومن مختلف الفئات السنية، وينتمون لمختلف المحافظات اليمنية جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً.

 

وبالنظر إلى قرارات التعيين لتسعة عشر قياديا في رئاسة المكتب السياسي وأمانته العامة ودوائرها المتخصصة التي أصدرها رئيس المكتب السياسي العميد طارق صالح في 8 نوفمبر 2021 نجد أن قرابة نصف عدد المعينين من أبناء الساحل الغربي، فيما توزع النصف الآخر على أبناء المحافظات الشرقية والجنوبية والوسطى والشمالية.

 

كما أن من المهم التنبيه إلى أن المكتب السياسي عندما عزم على تدشين فروع خارج نطاق الساحل الغربي توجه صوب المحافظات الشرقية وأوكل لأبنائها مهمة التشكيل، فكان قصب السبق لشبوة لإشهار أول فرع للمكتب السياسي في 27 فبراير 2022م وتبعتها مأرب فأشهرت الفرع الثاني في 11 مارس 2022م.

 

5- الكتلة البرلمانية

 

تشكل الكتلة البرلمانية للمكتب السياسي أهمية بالغة ستتضح مفاعيلها مستقبلاً مع انعقاد جلسات مجلس النواب فهي تمثل ثالث أكبر كتلة في مجلس النواب بعدد 17 نائباً تضم قامات وطنية ذات خبرة كبيرة في العمل النيابي حيث يبدي أعضاؤها حرصاً على إنجاز خطط وبرامج عمل واضحة وفق الرؤى التي تحكم عمل المكتب ومساعيه الجادة لتوحيد الصف الوطني في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن.

 

فمنذ منتصف نوفمبر أعلن 4 نواب من محافظات شبوة والحديدة وتعز وإب انضمامهم للكتلة البرلمانية، وهذا التنامي يعكس الآمال الشعبية المعقودة على المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي برئاسة وقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح لتخليص البلاد من الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها وترسيخ مبدأ صندوق الاقتراع للوصول إلى الحكم.

 

 

ويجدر بنا الإشارة في ختام هذه القراءة التحليلية لمكامن قوة المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي يحتفل بإيقاد شعلته الثانية أن هذه هي المرتكزات الأبرز للقوة، ولكن هذا لا يعني عدم وجود عوامل أخرى لا تقل أهمية عن هذه المرتكزات التي ذكرناها ولها تأثير إيجابي بشكل مباشر وغير مباشر تستحق الالتفات إليها في دراسات أخرى مستفيضة.