وحدة الصف الجمهوري أولاً
على مستوى قيادات الصف الأول للأحزاب السياسية ـ وعلى سبيل المثال حزب المؤتمر الشعبي العام، وحزب التجمع اليمني للإصلاح، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي ـ تُرجمت وحدة الصف الجمهوري بينها إلى أهداف مشتركة وموحدة، وهناك أولويات تم التفاهم عليها، والجميع بادر وصافح ومد يده وسامح، واضعًا مصلحة البلاد العليا فوق كل اعتبار.
غير أن الخلل يكمن في أن بعض هذه الأحزاب والمكونات لم تستطع السيطرة الكاملة على أتباعها ومناصريها، بل وحتى على جزء من قياداتها. كما أن الأحزاب الوطنية اليمنية تتعرض لمؤامرات تهدف إلى تفكيكها والقضاء على الجمهورية والمشروع الوطني الجامع.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك جمهورية من دون تعددية سياسية، ومن دون أحزاب وطنية وقوى محلية سواءً في المعارضة أو في السلطة. وعلى كل حال، يجب الاعتراف بأن الخطر يداهم الجمهورية ومشروع استعادة الدولة وإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والمشروع الإيراني في بلادنا.
لكن ما نؤكده هو أن قيادات هذه الأحزاب والقوى الوطنية المشاركة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة تدرك أهمية المرحلة وتعقيداتها، وأنه لا يمكن لهذه القوى أن تبقى في ظل حكم الإماميين الجدد والمشروع الإيراني.
وبرأيي، فإن المؤتمر والإصلاح وبقية المكونات جاهزون تمامًا، ليس فقط لوحدة الصف، وإنما أيضًا لتقاسم التحديات والأخطار التي تواجه القوى الوطنية والتعددية إزاء المشاريع الدخيلة على الجمهورية والدولة والهوية اليمنية.