استخدمت مليشيا الحوثي الإرهابية مختلف أنواع الأساليب والوسائل لاستقطاب الشباب والأطفال للانضمام إلى صفوفها والزج بهم في محارق الموت بحربها العبثية.

 

وعمدت مليشيا الحوثي إلى نهب ومصادرة رواتب الموظفين في القطاعين المدني والعسكري لأكثر من عامين في انتهاج سياسة تجويع اليمنيين في ظل الحرب التي افتعلتها منذ انقلابها على السلطة في 21 سبتمبر 2014 والتي تسببت في اتساع رقعة الفقر وزيادة نسبة البطالة وانعدام فرص العمل وانعدام الدخل من أجل لجوء المواطنين إليها في نهاية المطاف والالتحاق في صفوفها لتوفير قوت يومهم ولقمة العيش لأسرهم كحد أدنى.

 

وتمنع النقاط الحوثية بالخطوط الطويلة الرابطة بين المحافظات الكثير من المواطنين من مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى المناطق المحررة للبحث عن أعمال أو مزاولة أعمالهم وتجارتهم أو استلام رواتبهم بل وتقوم باعتقال أعداد منهم بشكل يومي وتقتادهم إلى سجونها السرية حتى يصبح الانضمام إلى صفوف المليشيات هو الخيار الوحيد المتاح أمامهم.

 

كما تقدم عناصر المليشيا الحوثية على التغرير ببعض السجناء وتدريسهم ملازم زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي وشقيقه الأكبر الصريع حسين الحوثي مؤسس الجماعة وإقناعهم بالالتحاق في صفوفها والتحرك إلى الجبهات لإسناد مقاتليها.

 

ولجأت مليشيا الحوثي إلى الفبركات الإعلامية وادعاء انتصارات لمقاتليها على قناة "المسيرة" والقنوات الفضائية المختطفة الخاضعة تحت سيطرتها لإخفاء هزائمها ورفع معنويات عناصرها على وقع الانهيارات السريعة والمتواصلة في صفوفها في المعارك بمختلف الجبهات وبشكل خاص جبهة الساحل الغربي.

 

 ويرى مراقب في تصريح لـ "وكالة 2 ديسمبر"، إن مليشيات الحوثي الإرهابية تسعى من وراء فبركاتها الإعلامية ومزاعم انتصاراتها لاستقطاب مقاتلين جدداً من فئتي الشباب والأطفال، ولرفع معنويات مقاتليها وأتباعها المغرر بهم بنشر الأكاذيب عبر وسائل إعلامية مضللة للرأي العام

 

وتوزع مليشيا الحوثي من وقت إلى آخر أموالا وأسلحة وسيارات لمشايخ قبليين ووجهاء وشخصيات اجتماعية من المؤثرين في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتها لكي يقوموا بتجميع أكبر قدر ممكن من الشباب والأطفال لتجنيدهم كمقاتلين للمليشيات، والدفع بهم كتعزيز إلى جبهات القتال التي انهارت فيها مجاميع عناصرها كجبهات الساحل الغربي وصعدة والبيضاء وحجة.

 

وروجت المليشيات الحوثية عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة التابعة لها عن حدوث "اغتصابات لنساء يمنيات" في المناطق المحررة بهدف التغرير على أبناء القبائل للانضمام في صفوفها والتحرك لرفد جبهاتها المنهارة.

 

وكثف مشرفو وقيادات المليشيا عقد اللقاءات القبلية وما يسمى "النفير العام" و "النكف" بشكل شبه يومي في مختلف المديريات بالمحافظات التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية، والتي تهدف من خلالها الاستمرار في رفد الجبهات بالمجندين والعناصر الجدد الملتحقين في صفوفها تحت شعارات "الدفاع عن الأرض والعرض" و"تحرير الوطن من الغزاة والمرتزقة المعتدين".

 

كما أصدرت المليشيات الحوثية مؤخراً توجيهات بفرض دروسها الطائفية على كل موظفي الدولة كل يوم أربعاء من كل أسبوع وهددت المتخلفين عن الحضور باتخاذ ما أسمته "الإجراءات القانونية" بحقهم.

 

كما حول الحوثيون منابر الجوامع إلى منصات لبث سمومهم وأفكارهم المتطرفة والتحريض وحث المواطنين على الانضمام إلى صفوفهم والتحرك إلى الجبهات للقتال إلى جانبهم.

 

ومنذ انتهاء العام الدراسي 2017 / 2018 للطلاب وبدء الإجازة السنوية دشنت المليشيا الحوثية عبر ما يسمى بـ "الجناح التربوي" التابع لها المراكز الصيفية بصنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها وحولتها من مراكز تنميه النشء والشباب إلى مقرات لبث الكراهية والتحريض وغسيل الأدمغة وتغيير الثقافة الوطنية.

 

واستقبلت المراكز الصيفية الخاضعة لإدارة وسيطرة الحوثيين الكثير من الشباب والأطفال وسط مخاوف الآباء من تغرير القائمين على أبنائهم والتعبئة المغلوطة بالأفكار الطائفية والعقائدية المستوردة من إيران.

 

ويؤكد أحد الطلاب الذين التحقوا بأحد المراكز الصيفية في العاصمة صنعاء لوكالة 2 ديسمبر الإخبارية، أن مليشيا الحوثي تقوم بالتغرير على الشباب والأطفال بمزاعم تحفيظ القران الكريم وتفسيره بطريقة تروج للفكر الحوثي الضال، وتعمل فيها على تحريف الآيات والنصوص القرآنية وتأويلها لتحقيق أهداف مشروعها الظلامي.

 

ولفت أن الميليشيا قامت بإعداد مناهج جديدة خصصتها للمراكز الصيفية وللطلاب صغار السن، وتتضمن دروسا وأناشيد تمجد ما يسمى بـ "الولاية" ومعتقدات عدائية وأفكارا طائفية غريبة عن المجتمع اليمني.

 

وتسعى مليشيات الحوثي من خلال المراكز الصيفية التي تديرها لاستقطاب الشباب والأطفال في صفوفها وكسب أكبر قدر من المقاتلين خلال إقامتها.

 

الجدير بالذكر، أن المواطنين اعتادوا قبل الحرب الحوثية على إلحاق أبنائهم في المراكز الصيفية والتي كانت تقوم بدور المكمل للمدارس الحكومية والخاصة، وتضيف الكثير من الفائدة العلمية والجسدية واكتساب المهارات للطلاب والشباب والنشء خلالها إجازتهم الصيفية السنوية في مختلف المجالات الرياضية والإبداعية والترفيهية.

 

وتعيش المليشيا الحوثية حالة من اليأس والتخبط والإفلاس الإعلامي والسياسي بعد تكبدها خسائر متتالية أفقدتها السيطرة وأصابتها بحالة انهزامية جعلتها غير قادرة على التصرف أو التحرك، وجعلتها تستخدم كافة الوسائل المختلفة لتجنيد مقاتلين للتعويض عن قتلاها بمختلف الجبهات والتي أسفرت عن فرار مئات المقاتلين وانكسار معنويات آخرين منهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية