تتجلى حكمة الله في أن الرئيس  علي عبدالله صالح لم يستشهد في جريمة استهداف الإخوان لمسجد دار الرئاسة في  العاصمة صنعاء في أول جمعة رجب 2011م ، لأن المجرمين تحدوا الله وقدسية بيت من بيوته ويوما من أيامه المباركة ، ليكشف هذه الجماعة الإرهابية  على الملأ ويفضح  حقيقة إجرامها وحقدها على الشعب والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي ، وحتى يميز الشعب اليمني  بين الحق والباطل ، وبين الصادق من الكاذب وبين المجرم والبريء  .فتلك الجريمة لم تستهدف حياة الرئيس علي عبدالله صالح  وكبار قيادة الدولة والمؤتمر فحسب ، بل استهدفت الشعب اليمني  واليمن ووحدة الصف الوطني ، وما الدماء التي تسفك اليوم على امتداد الوطن وتحرق الأخضر واليابس إلا امتدادا لتلك الجريمة الارهابية .
 
وتمر السنوات وبدلا من أن  يتوب هؤلاء المجرمون نجدهم يتمادون في جرمهم ، حيث سارعوا إلى اطلاق الدفعة الأولى من مرتكبي جريمة  مسجد دار الرئاسة  من السجن بدعوى أنهم من شباب ثورتهم الملعونة  مستخدمين نفوذهم في السلطة  لحماية اولئك الارهابيين، ولم يتورعوا في ذلك رغم ان مجلس الامن  صنف مرتكبي الجريمة بالإرهابيين .
 
وبعد استشهاد الزعيم الخالد علي عبدالله صالح  الذي قاد الثورة  الثاني من ديسمبر 2017م من  قلب العاصمة صنعاء ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية ودفاعا عن النظام الجمهورية  ، وفي الوقت الذي يتسابق شباب اليمن لتقديم أرواحهم دفاعا عن الجمهورية وحرية وكرامة شعبنا  في مختلف  الجبهات ، وأمام انتصارات حراس الجمهورية في الساحل الغربي ، سارع الإخوان  الى إبرام صفقة قذرة مع ميليشيات الحوثي الإرهابية  لإطلاق بقية مرتكبي جريمة مسجد دار الرئاسة .
 
لم تكترث تلك الجماعة بحياة ومصير آلاف المعتقلين والمختطفين لدى ميليشيات الحوثي ، وانصب همهم الأول على  محاولة دفن  آثار تلك الجريمة الإرهابية التي ارتكبوها في مسجد دار الرئاسة وإخفاء كبار المتورطين فيها ..وهذه مجرد أضغاث أحلام لأن القضية قضية  شعب  ورئيس منتخب وولي أمر وشرعية دستورية وليست قضية شخصية ، وعليهم أن يدركوا أنه وبعد استشهاد الزعيم ، صاروا مطالبين بتقديم الجناة للعدالة أكثر من أي وقت مضى ،فهذا مطلب وطني ، ولن يفلت الجناة من العقاب مهما أطالوا من عمر الحرب ومددوا ، ومهما زودوا ميليشيات الحوثي الإيرانية بالمال والبترول وبتسليم محافظات مجانية لهم .
 
واضح أن الذين  تورطوا  في مذبحة مسجد دار الرئاسة ، الجريمة وشرعنوا للحوثة تدنيس بيوت الله وانتهاك قدسيتها لا يريدون فتح صفحة جديدة لمصالحة وطنية  ، طالما وهم يحمون المجرمين والارهابيين ، والأفظع من ذلك أنهم وباسم الشرعية ينفقون على أولئك الإرهابيين والقتلة أموالا  باهظة وبالعملة الصعبة  شهريا من المال العام ، في الوقت الذي يصادرون مرتبات الموظفين  بدون حق  ..
 
وفي الذكرى ال11 للجريمة الإرهابية التي استهدفت الرئيس صالح في جمعة رجب أثناء صلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة  يظل حزب الإصلاح  هو المتهم ، وليس أمامه إلا أن يسلم أولئك الإرهابيين ومن يقف خلفهم  للمحاكمة العادلة لينالوا عقابهم  وفق  شرع  الله ، خاصة وقد استشهد الزعيم وعزيز اليمن وياسر العوضي وقيادات المؤتمر أصبحوا  اليوم مطاردين و لم يعودوا على رأس هرم السلطة...فهل يستطيعون أن يثبتوا براءتهم من تلك الجريمة الإرهابية التي استهدفت اليمن والشعب اليمني وليس فقط حياة  الرئيس علي عبدالله صالح  فقط؟

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية