جامعات أفغانستان تفتح أبوابها.. وعناصر طالبان بالشوارع لتوبيخ الطالبات
لا يزال مستقبل التعليم في أفغانستان، الجاثمة تحت مطرقة القمع منذ سيطرة حركة طالبان، يكتنفه الغموض، على الرغم من قرار إعادة فتح بضع جامعات رسمية أبوابها في أفغانستان للمرة الأولى منذ عودة الحركة إلى الحكم قبل نحو ستة أشهر.
وبحسب معلمون أفغان، حضرت قلة من الطالبات الصفوف حيث سيتم الفصل بين الجنسين، كما أن بعض مدارس الفتيات أعيد فتحها بعد التفاوض مع مسؤولي طالبان المحليين، ويشير هؤلاء المعلمون إلى أن الفقر والمخاوف الأمنية المتزايدة تسببت في تردد أولياء الأمور في إرسال بناتهن الصغيرات إلى المدارس.
مقاتلو طالبان للطالبات: لا تظهرن شعوركن أو أفواهكنوبرغم إعادة فتح المدارس الابتدائية، لا تزال المدارس الثانوية والجامعات الرسمية مغلقة أمام الفتيات في غالبية المحافظات منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس الماضي، مع إتمام انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من البلاد.
ومن المفترض أن تفتح الجامعات في باقي المحافظات الأفغانية، في وقت لاحق الشهر الحالي. وسبق للجامعات الخاصة أن فتحت أبوابها واعتمدت سياسة الفصل بين الجنسين.
ووفقاً لتصريحات إحدى المعلمات لوكالة دولية، كانت هناك مجموعة مسلحة من مقاتلي حركة طالبان تقترب منهن في الشوارع وتبلغهن أنه يجب ألا يظهر شعورهن أو أفواههن. وكنتيجة لهذا، قالت معلمة إن ثلث طالباتها امتنعن عن الحضور للمدرسة.
وأضافت المعلمة: "حياتنا تكون مهددة عندما نترك بيوتنا، الناس لا يضحكون، والوضع غير هادئ. نحن نرتعش من الخوف".
حقوق المرأة ضريبة للإفراج عن مليارات مجمدةوتؤكد حركة طالبان أن المدارس كافة ستعيد فتح أبوابها في مارس المقبل.
وتسعى الحركة، التي تصر على أنها ستحترم حقوق المرأة لكن في إطار الشريعة الإسلامية، إلى الاتفاق مع الغرب للإفراج عن 9.5 مليارات دولار من أصول المصرف المركزي التي جمدتها الولايات المتحدة.
كما أعلن مسؤولون في حكومة طالبان، اليوم الأربعاء، إعادة فتح الجامعات الرسمية في ست ولايات هي لغمان وننغرهار وقندهار ونمروز وهلمند وفرح.
المساعدات الإنسانية مقابل فتح المدارسووصفت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، أمس الثلاثاء، قرار إعادة فتح الجامعات الحكومية بـ"المهم جداً". وتأتي إعادة فتح الجامعات بعد أسبوع على محادثات رسمية في النرويج بين الدول الغربية وحركة طالبان، التي لم تعترف أي دولة بحكومتها حتى الآن.
وإثر اللقاءات التي استمرت 3 أيام، طالبت الدول الغربية حركة طالبان بتلبية مجموعة شروط على رأسها احترام حقوق الإنسان، وبينها إعادة فتح المدارس للفتيان والفتيات، مقابل استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.
ازدهار ظاهرة زواج القاصرات جراء غلق المدارسوبالعودة إلى الوراء، وفي سبتمبر الماضي، طلبت حركة طالبان من الأولاد العودة إلى المدارس دون ذكر الفتيات.
وذكرت معلمات من ثلاث مقاطعات مختلفة، أنهن أعدن فتح المدارس، ولكن في اليوم الثاني بلغتهم أوامر من مسؤولين محليين لغلق هذه المدارس دون أي توضيح.
وبحسب شهادة إحدى المعلمات في مقاطعة غازني، في جنوب شرقي البلاد، فإن إغلاق المدارس هذا العام كان له تأثير مباشر على حياة بعض الفتيات.
وتقول المعلمة: "ثلاث فتيات على الأقل ممن يبلغن 15 عاما وأقل تزوجن منذ أن سيطرت طالبان على البلاد". وعبرت هيئة الأمومة والطفولة في منظمة "اليونيسيف"، التابعة للأمم المتحدة، عن مخاوفها من زيادة زواج الأطفال في أفغانستان لأن عائلات تلك الفتيات سيزداد إحباطهن من رؤية بناتهن في المنزل "دون فعل أي شيء".
وفي ننغرهار، قالت طالبة العلوم السياسية زرلشتا حقمل "إنها لحظة فرح بالنسبة لنا أن نعود أخيراً إلى الجامعة، لكننا لا نزال نخشى أن توقفنا حركة طالبان". وقال أستاذ في كلية الطب في ننغرهار "جهزنا أنفسنا، وستحضر الطالبات في أوقات مختلفة عن الطلبة".
هكذا كان حال المرأة الأفغانية قبل سيطرة طالبانوذكرت الإحصائيات التي يُستشهد بها كثيراً عن أفغانستان أنه قبل سيطرة حركة طالبان على البلاد في أغسطس، تخطت نسبة المقاعد التي تشغلها نساء في البرلمان تلك المسجلة في الكونغرس الأميركي.
كما أن دستور أفغانستان لعام 2004 كرّس المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، وجرّم القانون الأفغاني في ديسمبر 2009 العنف ضد المرأة للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وخلال العقدين الماضيين، شغلت ملايين الأفغانيات وظائف في قطاعات الأمن والعدل وغيرها، وذهبت الفتيات إلى المدارس وبدأن المشاركة في الألعاب الرياضية وتمكّن من الحصول على رعاية صحية حيوية أكبر.
كما أن معدل الوفيات بين الأطفال سجل تراجعاً ملحوظاً. ولا بدّ من الإشارة إلى أنه عند الإطاحة بحركة طالبان عام 2001 لم يكن هناك أي فتاة ترتاد المدرسة، وبعد عقدين من الزمن، فاق عدد الفتيات في المدارس 5.3 ملايين.