يبيعون صغارهم ويأكلون أوراق شجر.. أفغانستان أمام تسونامي من الجوع
لا تزال التقارير عن الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي للحياة في أفغانستان بعد أشهر على حكم حركة طالبان تتوالى.
فقد باتت البلاد أمام جوع واسع النطاق، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، وسط اقتصاد مرهق، وهو ما يؤكد أن الناس هناك باتوا بأمس الحاجة للمساعدات، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
لا طعام ولا رواتبوأشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع الاقصادية تمنع الناس من شراء الطعام، خصوصاً أن المستشفيات والمدارس لا تستطيع دفع رواتب موظفيها، بعد وقف المساعدات الدولية منذ آب/أغسطس الماضي، أي بعد استيلاء طالبان على الحكم.
كما كشفت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في أفغانستان، فيكي أكين، عن أن الوضع الإنساني يتجه من سيئ إلى أسوأ، حيث يواجه أكثر من 22 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد، أزمة من الجوع.
وأكدت مديرة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، ماري إيلين ماكغرارتي، أن معظم الناس غير قادرين على ضمان تدبير وجبتهم، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لافتة إلى أن الانهيار الاقتصادي لأسعار الغذاء والوقود وتأثير الجفاف والإرث المدمر للصراع كل هذا ينذر بموجة تسونامي من الجوع وسوء التغذية في جميع أنحاء البلاد.
ولفتت إلى أن سقوط العاصمة الأفغانية كابل، وانسحاب القوات الأميركية، وسيطرة طالبان على البلاد قطع الحكومة عن الاقتصاد الدولي، ما أدى إلى أزمة عملة وفقر واسع النطاق وانهيار الخدمات العامة الرئيسية مثل الرعاية الصحية.
يبيعون صغارهم من الجوعيذكر أن الأمم المتحدة كانت أكدت أن 97% من السكان قد يغرقون في الفقر بحلول منتصف العام الجاري، خصوصا بعدما لامس الانهيار الاقتصادي كل جزء من جوانب الحياة في البلاد تقريبا.
وأشارت إلى أن العائلات التي تواجه انعدام الأمن الغذائي الحاد تُجبر على "اتخاذ خيارات مدمرة" مثل تزويج الأطفال مبكرا أو إخراجهم من المدرسة أو إطعامهم الجراد أو الأوراق البرية أو الصبار.
وأردفت تقارير إعلامية أن أسراً أجبِرت على بيع بناتها في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة.
ويعاني آلاف الأفغان من الفقر والجوع، ما دفع بعضهم حتى إلى بيع صغارهم، بحسب ما أكد مواطنون محليون سابقا لوكالة فرانس برس.
إلى ذلك، أضافوا أن موجات الجفاف المتعددة تزامنت مع الانهيار الاقتصادي ودفعت عائلات إلى حافة الجوع.