اعتاد محمد المقطري وهو رجل في الستين من عمره على السفر إلى صنعاء منذ 7 سنوات لإجراء فحوصات طبية تتعلق بمشاكل مرضية بالكلى، لقد أجرى ذات مرة عملية لاستخراج حصوات كانت تهدد كليتيه بالتوقف، لذا فهو ممتن لذلك العمل النبيل، فيحرص على تكرار زياراته إلى صنعاء بشكل دوري لقناعته بأن الأطباء فيها ماهرون، لا أحد يجاريهم في ذلك.

 

لكن الوضع الأمني تغير منذ اجتياح مليشيات الحوثي المدن اليمنية وأطلقت لعناصرها المنفلتة العنان للعبث بالمدنيين كيفما شاءوا، وكأنها مكافأة منها لقتالهم في صفوفها ما جعل تلك المدن تغرق في فوضى أمنية ليس لها نظير.

 

الأسبوع الماضي كان المقطري على موعد لزيارة أطبائه الذين أنقذوا حياته ذات مرة وجنبوه الإصابة بفشل كلوي، انه يرغب في إجراء فحوصات جديدة للتأكد ما إذا كانت كليتيه خالية من وجود حصوات ضارة تهدد حياته، فتم له ذلك حيثما أراد.

 

بعد أن أكمل المقطري فحوصاته، قرر المغادرة، لقد قضى أسبوعا كاملا متنقلا بين المستشفى وزيارة أصدقائه وقد انتهت مهمته الآن، إنه يرغب بالعودة إلى أسرته في ريف محافظة تعز

 

يقول المقطري في لقاء مقتضب تم عبر الهاتف مع محرر "وكالة 2ديسمبر" عند توقفي في الخط الدائر منتظرا وسيلة مواصلات تقلني إلى باب اليمن يوم أمس الأحد الموافق 5 أغسطس 2018 توقفت أمامي سيارة تاكسي بداخلها 3 أفراد أشاروا لي بالصعود فلم يتبقَ سوى راكب واحد حتى تكتمل حمولتها كما أوهموني.

 

"اقتنعت بالفكرة" كما يقول لكن في الواقع كانت طريقة جديده للسرقة تحت الإكراه.

 

يضيف أثناء جلوسي بجانب السائق قام الشخص الذي يجلس بالمقعد الخلفي بتكتيفي، فيما قام شخص آخر بسرقة كل متعلقاتي المالية وهاتفي المحمول واضعا فوهة بندقيته على رأسي.

 

كانت طريقة وقحة إلى أبعد حد وتعبر  عن مدى الوحشية التي يمتهنها البرابرة الجدد، فيما كانت شعارات الحركة الإرهابية الملتصقة على أسلحتهم تبعث بدلالة رمزية توحي للمواطنين بتوجه الحركة الإرهابية لسرقة كل شيء بما في ذلك البسطاء منهم.

 

حادثة المقطري أعادت إلى الأذهان قصص مأساوية نفذتها عناصر مليشيات الحوثي الكهنوتية وكان ضحيتها مواطنون ومسافرون فضلوا الصمت إثر تعرضهم للسرقة بالإكراه، ضمن عمليات ممنهجة وتحمل طابع إجرامي واحد.

 

وسائل متعددة

يستخدم لصوص المليشيات طرقا عدة للسرقة ومن ضمنها وسائل نقل صغيرة ويختارون الضحايا بعناية فائقة كأن يكون منفردا وتدل ملابسه على ثرائه أو شخص يتأهب للسفر ويحمل أغراض متعددة كحال المقطري.

 

الطريقة الحديثة انضمت إلى قائمة الطرق والأساليب المتنوعة التي تستخدمها المليشيات، منها مصادرة الطبعات المالية الجديدة وأخرى الاختطاف ودفع ذوي المختطفين تقديم رشى مالية مقابل الإفراج عمن تم اختطافهم، فيما كانت سرقة رواتب الموظفين أكثر تلك السرقات جرأة ووقاحة في العصر اليمني الحديث.

 

في العام الماضي سجلت حوادث سرقة مشابهة لحالة المقطري تعرض خلالها مواطنون للسرقة في وضح النهار وكل البلاغات التي تقدموا بها إلى مراكز الشرطة التابعة للمليشيات لم تلقَ آذانا صاغية وكأنهم أرادوا أن يقولوا للضحايا. لن ننصت لكم ما دمنا نحن اللصوص.

 

وبحسب إفادات تم جمعها من الضحايا بصعوبة خوفا من التعرض للمساءلة " أن اللصوص هم في الواقع عناصر من مليشيات الحوثي يقومون بارتكاب تلك الجرائم، وهم على ثقة بأن جرائمهم لن تلقى العقاب، انهم محميون فهم أنفسهم من يقومون بتنفيذها وهم أنفسهم من يحمون مرتكبيها.

 

وتشير بعض الإفادات إلى أن قادة المربعات الأمنية يعمدون إلى إطلاق مثل هذه العصابات الإجرامية، على أن يتم تقاسم المسروقات بالتساوي، إنها عملية جديدة تضاف إلى سلسلة العمليات التي تنتهجها المليشيات ولأنها كذلك فقد كانت محل ترحيب من كل عناصر الحركة الإرهابية، فاللصوص يمتنون لأي طريقة تمكنهم من ابتزاز الناس وسرقتهم... فهذا هو قانون العصابات وهذه هي أعرافهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية