أربيل تضمد جراح الفيضانات المدمرة.. ودعوات لتحديث البنى التحتية
يأتي هذا فيما لا يزال البحث جاريا عن جثث ضحايا، إذ لم يتم العثور حتى الآن على جثة الرضيع البالغ 10 أشهر، وعن مفقودين يعتقد أنهم قد قضوا نتيجة جرف السيول لهم.
وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور البارزاني، إثر الفيضانات المدمرة التي عصفت بالإقليم، أكد خلاله أن "الحكومة المركزية ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمساعدة المؤسسات في الإقليم على مواجهة موجة الفيضانات الأخيرة"، معزيا عائلات ضحايا الفيضانات، وداعيا للمصابين بالشفاء العاجل.
ويرى مراقبون أن كارثة الفيضانات هذه التي تتكرر تقريبا كل شتاء في العديد من محافظات الإقليم، خاصة في أربيل، وإن كانت أكثر تدميرا هذه المرة، يجب أن تدفع السلطات نحو إعادة النظر في واقع البنى التحتية وفي أنظمتها، تحوطا لحدوث فيضانات وسيول مدمرة وغيرها من الكوارث الطبيعية.
ويقول محمد، وهو أحد المتضررين من الفيضانات، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "خسرنا كل شيء وخرجنا من بيوتنا بما نرتديه من ثياب فقط، أما كل ما تبقى فقدناه، حتى منازلنا أصبحت بحاجة للترميم والإصلاح بفعل الدمار الواسع والتلوث الذي لحق بها جراء السيول".
ويستطرد: "هذا يفوق قدرتنا، فنحن أناس فقراء وما لحق بكل واحد منا من خسائر هو بآلاف الدولارات، لذا نناشد السلطات الحكومية في الإقليم وفي بغداد، العمل على تعويضنا ومساعدتنا".
ويضيف: "لم أشهد قط في حياتي مثل هذه الموجات من السيول، التي تقتلع كل ما يقف أمامها من سيارات وأشجار وأعمدة كهرباء، لدرجة أننا كنا نخشى حتى من اقتلاعها لبيوتنا، وهو ما حدث فعلا مع بعض البيوت القديمة والمتهالكة التي انهارت جزئيا".
ويتابع: "رغم كل ذلك فإن نجاتنا هي ما تخفف عنا وطأة ما حل بنا، خاصة عندما نشاهد مع الأسف من فقدوا أطفالهم وأحباءهم خلال هذه الكارثة".
وشهدت العديد من المحافظات العراقية الشمالية، مثل كركوك وصلاح الدين وديالى ونينوى، هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية، التي تسببت بسيول وفيضانات في بعض مناطقها، لكن دون تسجيل خسائر بشرية، كما هي الحال في محافظتي أربيل والسليمانية.
ويشكو مواطنون عراقيون من ضعف أنظمة التصريف وتهالكها، مما يتسبب بمضاعفة خطر السيول والفيضانات المطرية، لكن خبراء مناخ في العراق يشيرون إلى أن الهطولات العاصفة المتواصلة تقود بطبيعة الحال لتشكل السيول المدمرة.