ليرة تركيا تهوي وشعبية أردوغان أيضا.. حتى في مسقط رأسه!
مع تراجع الليرة التركية بشكل دراماتيكي أمام الدولار، مسجلة رقماً قياسيا، أمس الاثنين، يبدو أن شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المتمسك بقراراته الاقتصادية وسياسته النقدية تهوي أيضا.
فحتى في مسقط رأسه، بلدة ريزي الزراعية، بدأ السكان يعيدون النظر في سياسة الحزب الحاكم، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال.
كما بدأوا بتوجيه الانتقادات العلنية لسياسات أردوغان، الذي أمضى فترة صباه في البلدة.
"ألا يخشى حزب العدالة والتنمية؟!"إذ أدى انهيار العملة المحلية إلى أزمة معيشية واقتصادية، فضلاً عن إلى ارتفاع كلفة الأسمدة وأسعار المواد الخام التي تعتمد عليها زراعة الشاي، المحصول الرئيسي في تلك المنطقة.
وفي السياق، وجه نيفزات باليش، رئيس غرفة زراعة ريزي التي ترعى نحو 50 ألف فلاح، سؤالاً إلى الحزب الحاكم، قائلا: "أسأل حزب العدالة والتنمية ألا يخشى من عدم إعادة انتخابه ثانية".
كما أضاف "السنتان الماضيتان كانتا سيئتين للغاية على السكان، الذين انتخبوا سابقا أردوغان لأنه ابن البلدة، أما اليوم فالوضع صعب".
سياسات أردوغانيأتي تدهور الليرة التركية، فيما يؤكد خبراء أن معظم المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، تأتي إلى حد كبير نتيجة سياسات أردوغان، خاصة بعد قرارات إقالة مسؤولين كبار اختلفوا معه في الرؤية الاقتصادية أو طرق حل ومقاربة الأزمة في البلاد.
يذكر أن العملة المحلية فقدت حتى الآن، حوالي 45% من قيمتها، ما دفع الأتراك إلى التشكيك في صوابية القرارات الرئاسية، لاسيما مع تضرر الطبقتين المتوسطة والفقيرة بشكل كبير إثر خفض الفائدة، بتوجيه من أردوغان.
فخلال الأشهر الماضية، ضغط الرئيس التركي بشكل متواصل على البنك المركزي من أجل خفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم، في إطار استراتيجية غير تقليدية يقول إنها تهدف إلى تشجيع الصادرات والنمو الاقتصادي، لكنها انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي في البلاد.
وأمس الاثنين، هبطت الليرة بما يصل إلى 7% في مستوى قياسي منخفض جديد قرب 15 مقابل الدولار الأميركي، متضررة من مخاوف بشأن سياسة اقتصادية جديدة محفوفة بالمخاطر ينتهجها أردوغان واحتمالات خفض آخر لأسعار الفائدة، ما دفع البنك المركزي للتدخل مجددا.