عمالة الأطفال بتركيا للواجهة.. تضارب في الأعداد و"تجاهل" بالبرلمان
تضاربت أعداد الأطفال القاصرين، الذين يعملون في تركيا بمهنٍ مختلفة كالزراعة والصناعة وقطاع الخدمات، لكن على أقل تقدير يبلغ عددهم نحو مليوني طفل يعملون في بيئة غير آمنة ومضرّة بالصحة، بحسب آخر إحصائية لـ"مجلس الصحة والسلامة المهنية" التركي وأيضاً لمؤسسة حكومية أخرى تقدّم إحصاءاتٍ دورية في مجالاتٍ عدّة.
وأثار توران آيدوغان، النائب عن حزب "الشعب الجمهوري"، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا ويقوده كمال كليتشدار أوغلو، مسألة عمالة الأطفال القاصرين في البلاد، حيث تكلم عن الصعوبات التي يواجهها أكثر من مليوني طفلٍ عامل.
وكشف المكتب الإعلامي للنائب عن حزب المعارضة الرئيسي لـ"العربية.نت" أن "البرلمان التركي تجاهل أكثر من مرةٍ مقترحاتٍ قدّمها آيدوغان لتحسين واقع مئات الآلاف من الأطفال العاملين في مجالاتٍ مختلفة صناعية وزراعية وخدمية".
ومن المقرر أن يعاود آيدوغان مجدداً الحديث عن عمالة الأطفال في البرلمان التركي، الأسبوع المقبل، بحسب ما ذكر مكتبه أيضاً.
ويجهز النائب التركي، مذكّرة برلمانية سيحّذر فيها من "تفاقم مسألة عمالة الأطفال" لاسيما مع تسجيل الليرة التركية مستويات قياسية منخفضة اليوم بالتزامن استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا، والتي قد ترغم مستقبلاً المزيد من الأطفال على دخول سوق العمل.
وتتوافق إحصائية "مجلس الصحة والسلامة المهنية" التركي بشأن عدد الأطفال العاملين في البلاد، مع بيانات معهد "الإحصاء التركي"، إذ تؤكد كلا المؤسستين وجود نحو مليوني طفلٍ عامل في تركيا، لكن هذا الرقم لا ينطبق مع بيانات وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية.
وتشير بيانات وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية إلى وجود 23 ألف طفلٍ يعملون في البلاد بمهنٍ "لا تتناسب مع سنّهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها عائلاتهم".
وعادةً ما تشكك الأحزاب المعارضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأرقام التي تقدّمها وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية للرأي العام بشأن الأطفال العاملين، وهو أمر فعله آيدوغان قبل أيام حين تحدّث عن قضيتهم في البرلمان.
واستند النائب عن الحزب المعارض في انتقاده للحكومة التركية بشأن عمالة الأطفال على آخر إحصائيات مجلس الصحة والسلامة المهنية التركي، والتي تبين توزيع عمالة الأطفال بين عدّة قطاعاتٍ حيوية في البلاد، إذ يعمل 30.8% منهم في مجال الزراعة، و23.7% في قطاع الصناعة و45.5 % يعملون في قطاع الخدمات.
وقال آيدوغان في مداخلته البرلمانية إن "مئات الآلاف من الأطفال يعملون في الشوارع أو في وظائفٍ خطيرة ترغمهم على رفع أوزانٍ ثقيلة"، مشدداً على "ضرورة إيجاد حلولٍ جذرية لعمالة الأطفال والتخلص من هذه المشكلة بعد تهرّب الحكومة من معالجتها"، على حدّ تعبيره.
كما اعتبر أن مسألة عمالة الأطفال "تمسّ المجتمع ويجب حلّها تحت قبّة البرلمان، لكن الحكومة تغض النظر عن هذه المشكلة" رغم أن 319 طفلاً عاملاً فقدوا حياتهم خلال وظائفهم بين عامي 2013 و2019.
وتطرّق النائب أيضاً لقضية الأطفال المسجونين مع أمهاتهم في المعتقلات. ويبلغ عددهم نحو 800 طفل، وفق ما ذكر لـ "العربية.نت" في وقتٍ سابق، عضو في "لجنة حقوق الإنسان" في البرلمان التركي.