في يومهم العالمي.. أطفال اليمن ضحايا الإرهاب الحوثي والزج بهم إلى محارق الموت
فيما يحتفي العالم أجمع، باليوم العالمي للطفل، لا يزال أطفال اليمن يعانون للعام الثامن تواليًا من الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها المليشيا الحوثية الإرهابية بحقهم، بداية بالقصف العشوائي مرورًا بتجنيدهم والزج بهم في جبهاتها، وصولاً إلى حرمانهم من الحصول على التعليم.
أمس السبت الموافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي يصادف اليوم العالمي للطفل من كل عام، احتفى جميع أطفال العالم، إلا أطفال اليمن لم يتوفر لديهم ما يدعوهم للاحتفاء بأنفسهم في يومهم العالمي، فهم إما مشردون أو مجندون، أو محرومون من التعليم، أو عرضة للقصف الحوثي الإرهابي.
ويحتفي العالم باليوم العالمي للطفل، تذكيرًا بحقوقهم المصانة في كل الشرائع والقوانين، إلا لدى الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومنها مليشيا الحوثي الإجرامية، التي مارست أبشع الانتهاكات بحق أطفال اليمن، خلال السنوات الماضية.
يومًا بعد آخر تتكشف جرائم مليشيا الحوثي التابعة لإيران في حق الأطفال باليمن، فهي ما زالت تزج بهم إلى الجبهات، جنودًا صغارًا، خلال اختطافهم من ذويهم، أو تجنيدهم ترغيبًا وترهيبًا، فالإحصاءات والأرقام لجرائم وانتهاكات الطفولة في اليمن تذكر أن المليشيا جندت خلال السنوات الثمان الماضية أكثر من 30 ألف طفل.
تقول مصادر حقوقية لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية": يمر العام الثامن على أطفال اليمن وهم أكثر بؤسًا من أطفال دول العالم، حيث قتل وأصيب الآلاف منهم، نتيجة هذه الحرب التي تشنها مليشيا الموت الحوثية والتي قصفت منازلهم ومدارسهم، وطاردتهم إلى مخيمات النزوح.
وتؤكد أن أخطر ما تمارسه المليشيا الارهابية في تجنيد الاطفال، شرعنة التجنيد، والاحتفاء بقتلهم تحت مسميات دينية تخدع بها الأسر، في جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تفاخر بها.
وتضيف أن لا أحد يحمي أطفال اليمن من بطش المليشيا، فعند العودة إلى انتهاك التجنيد، وهو الانتهاك الذي أصبح سمة حوثية كأكبر جماعة مسلحة استغلت شريحة الأطفال ومازالت تزج بهم إلى الجبهات بصورة جماعية، تؤكد المصادر أن الآلاف منهم قتلوا وهم لدى هذه المليشيا يقاتلون في جبهاتها.
ويشير فهمي الزبيري، وهو مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، في تصريحات صحفية، إلى إن مليشيا الحوثي المتمردة تستخدم الأطفال المجنَّدين وقودًا في معاركها القتالية ضد أبناء اليمن، لافتًا إلى أنها جندت أكثر من 9 آلاف طفل في العاصمة صنعاء وحدها، خلال السنوات الماضية.
وأكد في إطار تصريح له بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أن المليشيا الحوثية تنتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري الذي يجرِّم تجنيد الأطفال دون السن القانونية التي حددها بـ18 عامًا، داعيًا المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الأطفال إلى سرعة التحرّك العاجل وتحمّل مسؤوليتها القانونية وحماية أطفال اليمن.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إن المليشيا المتمردة المدعومة إيرانيًا تواصل تجنيد الأطفال والزّج بهم إلى معاركها في مختلف جبهات القتال، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخّل.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن مليشيا الحوثي تواصل تجنيد الأطفال والذِّهاب بهم نحو الموت في محارق مفتوحة، وتحت سمع وبصر المجتمع الدولي. مطالبًا الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بإجراءات عملية لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
واتهم الإرياني المليشيا بالزَّج بالأطفال في هجمات انتحارية على خطوط النار بجبهات القتال في جنوب وغرب مأرب، ما أدى إلى سقوط المئات منهم بين قتيل وجريح وأسير.
وأشار إلى صمت المجتمع الدولي أمام الجرائم الوحشية التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق ملايين الأطفال في اليمن، والذين حرموا من حقهم في التعليم، والصحة، والرعاية، والعيش بصورة طبيعية، جراء الحرب التي خلفها الانقلاب.
وأكد ان المليشيا جندت "عشرات الآلاف من الأطفال دون سن (18) وانتزعتهم من منازلهم ومدارسهم وأحيائهم، وزجت بهم في معاركها العبثية دون اكتراث بمصيرهم ومعاناة أسرهم، في أكبر عمليات قتل جماعي للأطفال بتاريخ البشرية".