نهايتها الانتحار.. قصة سجين ذاق مرارة التعذيب الوحشي في سجون المليشيات بين صنعاء والحديدة (صورة)
لم تنتهِ قصة موتٍ في غياهب سجون المليشيات حتى تحل أخرى على دمٍ ما يزال طرياً سال من جسد بريء ضرب عليه ظلماً بسياط جماعة الكهنوت الحوثية، كما هو حال الشاب محمد الملحاني، الذي اختار الانتحار هرباً من آلة الموت الحوثية.
تشير المعلومات التي حصلت عليها "وكالة 2 ديسمبر" أن الملحاني اعتقل في لحظة غادرة من قبل عناصر المليشيات في الحديدة بلا تهمة تذكر، وسيق إلى السجن المركزي بالحديدة فغُيب فيه، وتعرض لصنوف من التعذيب الأمرِّ من قبل الجماعة المدعومة إيرانياً، حرقاً وضرباً وصعقا.
ظل السجين التهامي تائها بين زنزانة وأخرى، يُصرف من قبو إلى آخر بضرب أعقاب البنادق وسلاسل تكبله، لينقل لاحقاً برفقة سجناء آخرين إلى السجن المركزي في صنعاء، بادئاً من هناك مرحلة أكثر قسوة مع التعذيب.
كُتب للملحاني أن يرى سجيناً آخر يعذب أمامه ويتداوله السجانون ضرباً حتى يغمى عليه، فمات بعد أن فقد جسده القدرة على مقاومة الألم، وكان الملحاني خليفته في هذا الألم المتراكم، ليجد في صنعاء كماً من التعذيب الحوثي الذي يذيب الحديد.
بعد أن وجد السجين التهامي نفسه واقعاً بين الموت والموت، فضل أن يختار طريقة موته بنفسه، وبدلاً من أن تنتزع المليشيات آخر نفس في جسده، قرر الانتحار ، يوم أمس الأول، ليتجاوز ما كانت تعد له المليشيات من ظلم وجور أشد.
قصة الملحاني ليست الوحيدة على اللائحة المؤلمة، فالقائمة أطول من أن تذكر، والألم أبلغ من أن يكتب على ورق، أو يسرد في كلم وأحرف وجُمل.