تستخدمها في تمويل حربها وإثراء قياداتها.. المخدرات تجارة حوثية
بشكلٍ غير مسبوق، تشهد العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، نشاطًا واسعًا في تجارة وترويج المخدرات، التي تتخذ منها هذه المليشيا تجارةً رابحة ووسيلة لتخدير عقول الشباب والأطفال على إثر استقطابهم لها بهدف إرسالهم إلى جبهاتها ومحارق حربها التي تقودها في البلد منذُ قرابة الثمان سنوات.
وتعد تجارة وتهريب المخدرات - وفق مصادر متطابقة لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" - أحد مصادر الدخل التي تعتمد عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في تمويل عملياتها الحربية وإثراء قياداتها ومشرفيها.
6 مليار سنويًّا
تقديرات اقتصادية، صدرت نهاية العام 2020م المنصرم، بيّنت أنّ حجم الأموال التي يجنيها الحوثيون من تجارة المخدرات تصل سنويًّا إلى ستة مليار دولار، لافتةً إلى أن قيادات رفيعة في المليشيا هي من تدير أعمال الاتجار بالمواد المخدرة وتهريبها، مستغلةً استحواذها على إدارة القطاع الأمني.
ويشير تقرير أمني صدر، أواخر العام المنصرم، عن وزارة الداخلية في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، إلى ضبط أكثر من 39 طنًا من المخدرات بمختلف أنواعها في محافظتي مأرب والجوف وحدهما، خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة، وذلك أثناء ما كانت في طريقها إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا.
وفيما أشار التقرير حينها إلى أن اعترافات بعض المهربين المضبوطين، أكدت أن المواد المخدرة المضبوطة تتبع قيادات حوثية في صنعاء، تطرق إلى وجود ارتباط وثيق بين مليشيا الحوثي وعصابات التهريب وتجارة المخدرات التابعة لإيران، وكذا حزب الله اللبناني.
مخدرات الحرب
وكانت الحكومة الشرعية، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، قالت إن مناطق سيطرة المليشيا تعج بمئات من شبكات الاتجار بالمخدرات برعاية قيادات حوثية، تستخدمها في تمويل حربها، وجرّ آلاف الشباب إلى جبهات القتال.
وأكد الإرياني أن التقارير الواردة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة تؤكد تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات الاتجار بالمخدرات، واتخاذها كمصدر رئيسي لتمويل ما تسميه"المجهود الحربي" وكذلك في استدراج واستقطاب الآلاف من الشباب للانخراط بصفوفها والزج بهم في معاركها التي تستهدف أمن واستقرار كل اليمن والمنطقة.
وأضاف أن "المعلومات امتداد للتقارير التي تؤكد تورط نظام طهران ومليشياته الطائفية في المنطقة وعلى رأسها حزب الله اللبناني في صناعة وتجارة المخدرات، واتخاذها مصدرا رئيسيا لتمويل أنشطتها الإرهابية، وتنفيذ سياستها التدميرية وطموحاتها التوسعية، واستغلال وتدمير الطاقات البشرية في البلدان المستهدفة".
تجارة واسعة
إلى ذلك، تتحدث مصادر محلية متطابقة في العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا بأن هناك انتشارًا كبيرًا للمخدرات في تلك المناطق، كاشفةً أنَّ هذه المواد تُباع في الطرقات وبعض الأسواق والبقالات التابعة لعناصر من المليشيا.
وأكدت أن المليشيا حولت المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى أسواق مفتوحة لبيع وتجارة مختلف أنواع المواد المخدرة.
نشاط تهريبي
وفي سياق متصل، قالت مصادر إعلامية إن مليشيا الحوثيين حولت مدينة الحديدة وموانئها إلى مركز رئيسي لتوريد وتهريب المخدرات إلى جانب الأسلحة، مؤكدةً أن تفريغ المخدرات في ميناء الحديدة من قبل زوارق التهريب أصبح أمرًا مسموحًا ويحظى باهتمام وتوجيه من زعيم المليشيا الإرهابي المدعو عبدالملك الحوثي.
وذكرت المصادر أن مركز جمارك منطقة جبل رأس الواقع جنوبي محافظة الحديدة والتابع للمليشيا الحوثية، ضبط عددًا من الشحنات منها 300 كيلو جرام يوم الجمعة، لكن قيادات المليشيا أصدرت توجيهات بالإفراج عنها.
وأفادت بأن شحنات المخدرات تم إخراجها من الميناء تحت حراسة حوثية، وجرى نقلها إلى صنعاء وصعدة وعدد من المحافظات دون أية عوائق، مبينةً أن الشحنات كانت مخبأة ضمن منتجات الألبان وجرى توقيفها لساعات قبل أن تصل دوريات حوثية وتجبر أفراد النقطة على تسليمها، وتنقلها إلى جهات مجهولة.
وتعد تجارة المخدرات السبب الرئيسي وراء الثراء السريع والفاحش لقيادات المليشيا الحوثية - وفق صحيفة "عكاظ" - التي قالت إن قيادات هذه المليشيا "تسيطر على أكثر من 20 هنجرًا كمخازن للمخدرات في العاصمة صنعاء وحدها".