لا تزال مليشيا الحوثي المدعومة من إيران مستمرةً في مشروع "تحويث" جامعة صنعاء، الذي يُراد من خلاله تكريس النزعة الطائفية والسلالية في الجامعة العريقة، وتحويلها إلى مجرد منبر لتعليم الفكر الحوثي الممزوج بالتطرف والإرهاب والأفكار الهدامة المدمرة.
 
وآخر ما لجأت إليه مليشيا الحوثي كان مطلع الأسبوع الحالي، عندما أصدرت قرارات عبر رئاسة الجامعة قضت خلالها بإلغاء أسماء عدة قاعات دراسية تابعة لكلية التجارة والإقتصاد بالجامعة وسمّتها بأسماء قتلى تابعين لها، إذ عمدت إلى هذا النهج في تغيير اسماء عشرات القاعات في الجامعة منذ سنوات.
 
وقالت مصادر أكاديمية، إن مليشيا الحوثي غيّرت اسم المدرج ٢ في كلية التجارة الى قاعة القتيل المدعو أمين محيي الدين، والقاعة (ج) الى قاعة المتوكل، والقاعة ١٢٣ الى قاعة الصريع العوبلي، والقاعة ١٣٨ الى قاعة الهالك المؤيد، وذلك ضمن مساعيها لطمس الهوية اليمنية ولترسيخ اسماء قياداتها السلالية.
 
ويُلاحظ من خلال اسماء الصرعى الذين سُميت هذه القاعات بأسمائهم أنهم منتقون فقط من السلالة التي تعتقد المليشيا الحوثية -وفق افكارها الضحلة- أنها السلالة الهاشمية، وهو ما يفسر العنصرية المقيتة التي تتعامل بها المليشيا مع كل من يعملون لصالحها ويهلكون في سبيل مشروعها ممن ترى أنهم ليسوا من سلالتها.
 
ولم تكن هذه هي الخطوة الأولى التي تسعى فيها الجماعة الإرهابية لتمجيد أسماء قتلاها في الحرب التي تشنها على اليمنيين منذ سبع سنوات؛ ففي يناير الماضي قررت المليشيا ايضا تغيير أسماء 23 قاعة دراسية في جامعة ذمار، لتحمل أسماء قياداتها الذين لقو حتفهم على يد أبطال الجيش والمقاومة والقبائل في الجبهات.
 
وأجمع العديد من دكاترة الجامعات في كل من صنعاء وذمار وعمران على أن ماتقوم به المليشيا يعد انتهاكا صارخا للقوانين العلمية والعملية، كما هو أيضا مشروع هدفه طمس اسماء شخصيات وطنية خالدة وإلقائها في مصاف النسيان لتصدير بدلا عنها قيادات سلالية هالكة.
 
وبصورة متعمدة لها أهدافها وأبعادها، لجأت مليشيا الحوثي مرارا إلى تغيير قاعات تحمل أسماء لشهداء ميامين قاوموا الإمامة وكانو من أبرز الشخصيات في ثورة اليمن ونهضته،  بأسماء قيادات حوثية كانت لها اليد الطولى في خراب اليمن وتلطخت أياديها بدماء آلاف الأبرياء.
 
وحذرت مصادر أكاديمية من خطورة تصرفات المليشيا التي تسعى من خلالها لطمس الهوية اليمنية والعروبية، وتغييرها بأخرى ذات صبغة طائفية مذهبية دخيلة على اليمن واليمنيين.
 
وكانت المليشيا قد قامت بتغيير اسم حديقة "الجندي المجهول" الواقعة خلف ضريح "الجندي المجهول" في ميدان السبعين (وسط صنعاء) إلى حديقة أطلقت عليها اسم "الشهيد الصماد"، وهو الرئيس الهالك لم يسمى المجلس السياسي الأعلى.
 
 كما اعتدت المليشيا الحوثية سابقا وبشكل سافر على النصب التذكاري للجندي المجهول، وقامت بتحويله إلى ضريح للهالك الصماد وستة من مرافقيه الذين لقوا مصارعهم في غارة لطيران التحالف العربي بمحافظة الحديدة عام 2018.
 
وعملت المليشيا على تغيير اسم أحد أبرز معالم العاصمة صنعاء، المتمثل بميدان السبعين، إلى اسم "ميدان الصمود"، وكذا تغيير اسم "ميدان التحرير" الذي يرمز إلى الثورة ضد الإمامة وهزيمتها، إلى "ميدان الصمود"، والغاء اسم القصر الجمهوري بصنعاء، ثم تسميته ب "مقر المجلس السياسي الأعلى"، كما حاولت تغيير اسم "مسجد الصالح" إلى "مسجد الشعب" لكن اليمنيين لا زالوا متمسكين باسمه الأصلي المتعلق بشخصية الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح.
 
وفي مدينة الحديدة كانت المليشيا قد ألغت اسم مستشفى "الشهيد العلفي" وإبداله باسم "مستشفى الساحل الغربي الطبي التعليمي"، عوضا عن قيامها بتغيير اسماء العديد من المدارس والمعالم التي تحمل أسماء قيادات وشخصيات وطنية وثورية في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
 
وهذا العبث الذي تتقصده المليشيا الحوثية يثير غضب وقلق اليمينين الذين ينظرون إليه كمشروع واسع النطاق يقوم به الحوثيون لطمس هويتهم الوطنية اليمنية الأصيلة واستبدالها بهوية متطرفة عنصرية تكرس مفهوم الولاية، وتحاول إبعاد كل المفاهيم الوطنية والجمهورية عن الساحة اليمنية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية