إخوان ليبيا.. تحركات حثيثة لعرقلة الانتخابات وخروج المرتزقة
وقالت المصادر في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" إن قيادات بارزة من تنظيم الإخوان في ليبيا التقت قيادات المليشيات على مدار الساعات القليلة الماضية لترتيب تنفيذ خطة مشتركة لمنع خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، تمهيداً لبدء خارطة الطريق السياسية بالبلاد، وإجراء الانتخابات البرلمانية، متوقعة أن تنفذ هذه المجموعات عمليات "إرهابية" مشتركة خلال الأيام المقبلة.
وأوضحت المصادر أن الجماعة تتمسك بوجودها في المشهد السياسي وتحارب من أجل عرقلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية لضمان بقائها في الحياة السياسية بالاعتماد على المليشيات والمرتزقة، مؤكدة أن الجماعة المصنفة إرهابية بقرار من مجلس النواب الليبي تعاني أزمة طاحنة قد تكتب نهايتها في حال نجاح المسار السياسي الذي ترعاه القوى الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
ويرى أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، الدكتور محمد الزبيدي، أن جماعة الإخوان لا تريد ولا ترغب ولا تتمنى إجراء الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية في موعدها، وتحاول بشكل مكثف تعطيل مسارها، وتأجيلها، وذلك لإدراكها أن حصولها على أي مقاعد في الانتخابات البرلمانية بات أمرا مستحيلا، بالإضافة إلى أن منصب الرئيس سوف يذهب إلى تيار وطني، بعيد كل البعد عن الجماعة.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يقول الزبيدي إن "الشعب الليببي على مدار 10 سنوات مضت، كَل ومَل، وأرهق من تواجد جماعة الإخوان في المشهد السياسي، والجماعة أيضاً تدرك أن مستقبلها أصبح في خبر كان، بعد السقوط المدوي للتنظيم في تونس، والبداية كانت من ثورة 30 يونيو عندما أنهى الشعب المصري حكم الإخوان وكشف سياستهم الحقيقية".
ويوضح الزبيدي أن هناك ارتباطا وثيقا بين جماعة الإخوان والميليشات المسسلحة والمرتزقة السوريين، إلى جانب القوات التركية التي تتعاون مع جماعة الإخوان بشكل مباشر، باعتبارها الحليف الاستراتيجي للجماعة، مؤكداً على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية من البلاد بما في ذلك القوات التركية التي تشرعن وجودها بالاتفاق الموقع من قبل مع حكومة فائز السراج.
ويشير الزبيدي إلى أن أموال الشعب الليبي تمثل مصدراً هاماً للخزائن التركية، في ظل الأزمة الاقتصادية القاتمة التي تمر بها الثانية، وهذا سبب آخر يجعل الإخوان تستميت في محاولات عرقلة الانتخابات لإبقاء الوضع على ما هو عليه.
ويعرج الزبيدي على محاولات الإخوان لعرقلة المسار السياسي، وآخرها الطعن على الانتخابات لتعطيل إجراء الانتخابات في الغرب الليبي، لكنه يؤكد في الوقت ذاته على إجراء الانتخابات في جنوب وشرق ووسط البلاد بما يمثل أكثر 70% من البلاد، متوقعاً أن ترفض الجماعة في هذه الحالة الحكومة المنبثقة عن هذا البرلمان.
وحول دور القوى الدولية في إخراج المرتزقة والضغوط التي تجري في هذا الصدد في الوقت الراهن، يقول الزبيدي إن المليشيات أدخلت المرتزقة إلى البلاد بطرق غير شرعية، وبدون أوراق أو أسماء، وبالتالي فإن مسألة إخراجها مسألة صعبة جداً، حتى في حال وجود اللجنة الدولية التي ستشرف على عملية الخروج.
ويؤكد الزبيدي أن الأمر يظل في أيدي المليشيات التي تعرف الأسماء والأعداد الحقيقية للمرتزقة ولن تفصح عنها لأي جهة.
وكانت مصادر كشفت لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "مسلحين تابعين لتنظيم الإخوان نصبوا أكمنة ودوريات في مداخل ومخارج طرابلس استعدادا لاجتياح مناطق معارضيهم"، كما "حشدت الجماعة عناصرها المسلحة داخل العاصمة الليبية".
وأكدت مصادر أمنية وبرلمانية أن "اقتتالا على وشك الاندلاع في العاصمة يقوده تنظيم الإخوان هناك، للتخلص من الميليشيات المعارضة له".