المجتمع الدولي يتعهد بالحزم.. إدانات واسعة للمحاولة الانقلابية في السودان
وتعهدت الأمم المتحدة ودول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) بالوقوف بحزم من أجل إنجاح التحول المدني الذي دخلت فيه البلاد عقب الإطاحة بنظام المؤتمر الوطني - الجناح السياسي للإخوان - في ابريل 2019.
وخرج آلاف السودانيين في عدة مدن سودانية مطالبين بمنع أي اتجاه لسيطرة الجيش على السلطة مجددا في السودان، وتنظيفه من عناصر الإخوان.
وأعلنت السلطات السودانية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، إفشال محاولة انقلابية يعتقد بوقوف عناصر من النظام السابق وراؤها.
موقف دولي
في أول رد فعل دولي على المحاولة؛ قالت دول الترويكا في بيان إنها ستتصدى لأي محاولات لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لأنشاء مستقبل ديمقراطي وسلمي ومزدهر.
وطالبت المكونان المدني والعسكري - وجميع الفاعلين السياسيين - معاً لمنع التهديدات التي تواجه الانتقال الديمقراطي، وإنشاء مؤسسات انتقالية؛ ومعالجة التوترات في الشرق والمناطق الأخرى.
وأعربت البلدان الثلاثة عن دعمها القوي لعملية الانتقال الديمقراطي للسودان؛ وقالت "يجب على أولئك الذين يسعون لتقويض عملية الانتقال التي يقودها المدنيون أن يفهموا أن شركاء السودان الدوليين يقفون بحزم خلف شعب السودان وحكومته الانتقالية".
وفي ذات السياق، أدانت الأمم المتحدة أي محاولة لاستبدال النظام المدني في السودان بحكم عسكري تحت أي مبرر كان. وجدد فولكر بيرتس؛ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان "يونتامس"؛ تعهد المجتمع الدولي بدعم التحول المدني في البلاد.
إعادة هيكلة الجيش
عززت المحاولة الانقلابية الإجماع العام بضرورة إعادة هيكلة الجيش وتطهيره من عناصر النظام السابق، وبناء جيش قومي بعقيدة جديدة تحمي الدستور وتدافع عنه.
وأكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله خمدوك أن المحاولة الانقلابية التي جرت الثلاثاء تستدعي ضرورة إصلاح الأجهزة العسكرية والأمنية ومراجعة الشراكة على أسس وطريق يؤدي إلى إنجاح الانتقال الديمقراطي.
وقال حمدوك إن المحاولة خطط لها مسبقا أنصار النظام السابق؛ عبر خلق الفوضى الأمنية وإغلاق الطرق في مدن شرق السودان.
إدانات محلية واسعة
وأدانت عدة أجسام سياسية ونقابية ولجان مقاومة المحاولة؛ واتهمت عناصر النظام البائد بانها تريد العودة بالبلاد إلى نفق الانقلابات العسكرية والفوضى التي تعيد الإخوان الى واجهة الحياة السياسية.
ودعت نقابة المحامين السودانيين؛ إلى اليقظة لحماية الثورة وإسناد الفترة الانتقالية وتقديم منفذي وداعمي ومخططي المحاولة الانقلابية للمحاكمات العادلة والرادعة والعلنية.
وحملت قوى الإجماع الوطني؛ قيادة القوات المسلحة والقوات النظامية مسؤولية ما يحدث من انفلات أمني؛ وقالت في بيان إن التراخي وعدم فرض هيبة الدولة والقانون الذي تمارسه الحكومة الانتقالية من خلال عدم تنفيذ متطلبات العدالة الانتقالية بمحاكمة رموز النظام السابق والضعف البائن في عدم تصفية عناصر الإخوان داخل الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة؛ سيظل هو المدخل الذي تتسلل منه مثل هذه "المغامرات الفاشلة التي تستهدف تعطيل مسيرة شعبنا نحو الانتقال المدني الديمقراطي، وفرملة الفترة الانتقالية".