"المُشتركة" والسلطة المحلية وأبناء المخا.. شراكة وطنية راسخة وموقف واحد بمواجهة إرهاب الحوثيين
دون أدنى تباينات اتحدت المواقف كُليًا في المخا عقب الهجوم الحوثي الذي استهدف ميناء المدينة يوم السبت الماضي، في محاولة إرهابية فاشلة لتعطيل العمل بالميناء وتجويع آلاف الأسر التي كانت تنتظر إيصال الإغاثات الإنسانية إليها من مخازن المساعدات التي تعرضت للقصف الحوثي المباشر.
وعلى الرغم من فظاعة الاعتداء الإرهابي الغاشم باعتباره هجومًا طال منشأة مدنية يعمل فيها مئات العاملين ويستفيد منها ملايين اليمنيين، إلا أن الحدث أظهر حالة الترابط الوثيق بين ثُلاثي السلطة المحلية وأبناء المخا والقوات المشتركة التي تكتسب حاضنة شعبيةً مطلقة في المديرية والساحل الغربي عامة، وهو ما أزعج المليشيا الحوثية أكثر وكدّر نشوة الاحتفاء بالجريمة في أوساط القادة الحوثيين.
وشكل خروج الآلاف، الإثنين الماضي، في تظاهرة جابت شوارع مدينة المخا تنديدًا بالهجوم السافر وتأكيدًا على الوقوف صفًا ثابتًا مع القوات المشتركة، شكل حالة من التآلف والشراكة المجتمعية مع القوات المشتركة في مواجهة مليشيا الحوثي؛ إذ أكد المتظاهرون يومها في بيان تأييدهم ومؤازرتهم لكل الخطوات التي تتخذها القوات المشتركة لحماية مقدرات المدينة.
وجاءت زيارة مدير عام المخا رئيس المجلس المحلي باسم الزريقي رفقة مدير عام الميناء عبدالملك الشرعبي، اليوم الأربعاء، للاطلاع على الأضرار التي لحقت بالميناء، تأكيدًا آخر على الموقف الواحد الذي يجمع الجميع في المخا والساحل الغربي.
وفي الزيارة أكد الزريقي أن القوات المشتركة والسلطة المحلية ستعملان بجهد مشترك لإصلاح ما أفسدته آلة الدمار الحوثية في الميناء، وإعادته إلى حالته الطبيعية، وهو ما يفسر العلاقة الوثيقة بين الجانبين في سبيل تحقيق التنمية والاستقرار في حاضرة مدن الساحل الغربي.
وكان العميد صادق دويد، الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية عضو القيادة المشتركة بالساحل الغربي أكد في وقت سابق اليوم، أن هذه الجريمة أو غيرها لن توقف الميناء عن عمله ولن تثني القوات المشتركة والسلطة المحلية عن الاستمرار في تشغيل الميناء وتشغيل كل مشاريع التنمية في المخا.
وعبرت تصريحات العميد دويد، خلال إدلائه بنتائج التحقيقات في جريمة اعتداء مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على ميناء المخا باستخدام الصواريخ الباليستية والطيران المسير، عن موقف القوات المشتركة القائم على مبدأ الدفاع والتنمية كخطين متوازيين يحققان أهداف المعركة الوطنية ضد الحوثيين.
ولوحظ خلال السنوات الماضية محاولات الأجندة الإعلامية التابعة للحوثيين وهي تروج لادعاءات باطلة هدفها إثارة الفرقة والانقسام في الساحل الغربي، وكذا محاولة إحداث فجوة بين القوى الشعبية والمدنية والقوات المشتركة؛ لكن الرد على هذه الادعاءات جاء في لحظة كانت ترى فيها المليشيا الحوثية أنها أحرزت انتصارًا باستهداف الميناء بينما ظهر لها من وراء هذه الجريمة صوت واحد وموقف واحد وهدف واحد يجمع عليها كل من في الساحل الغربي.