انقشعت الأدخنة السوداء الناجمة عن احتراق مخازن ميناء المخا ، وعادت طيور النورس تحلق في سماء المدينة والحياة تدب، لكن وكما يقال : ( هناك  شيء يحدث وراء  الأكمة) .. فعقب الاعتداء الحوثي الإرهابي على الميناء، وفي الوقت الذي كانت القوات المشتركة تصطاد المسيرات الحوثية المفخخة فتتهاوى قطعا ، ظهر العميد طارق صالح ، متحديا ذلك الإرهاب بتفقده للميناء واطمئنانه على صحة العاملين.. الميناء تجاري مدني كل شيء فيه واضح، كما لا توجد  (بدرومات) ولا كهوف في المخا.
 
كانت زيارته هادفة وليست عفوية، ويكفي أنه وجه صفعة قوية لدجال مران وكل فلول الكهنوت الذين كانوا يحلمون بمشاهدة النيران وهي تلتهم ميناء المخا وأجساد الناس ممزقة، ولم يتوقعوا إطلاقا أن يظهر العميد طارق صالح، ويفشل بزيارته الشجاعة مخططهم الإجرامي ..ظهر طارق صالح وقت دوي الانفجارات، فيما صمت تلك الأصوات المريضة التي ظلت  تتباكى كذبا على إيرادات ميناء المخا.
 
حملت زيارتا قائد المقاومة الوطنية  للميناء تأكيدا وتحديا واضحا بأن الميناء سيعمل، وسيؤدي دوره الوطني في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، والقضاء على سياسة التجويع التي تمارسها ميليشيات الحوثي على الشعب، نتيجة تحكمها بموانئ الحديدة، إضافة إلى إغلاق الطرق البرية ومنع نقل البضائع والسلع من المحافظات المحررة ، بهدف مضاعفة معاناة المواطنين في مناطق سيطرتها. 
 
كان بإمكان العميد طارق صالح أن يسقط الواجب بزيارة تفقدية واحدة للميناء، ويتوارى عن الأنظار ، لكنه قائد يحمل مشروعا وطنيا، يصنع التاريخ ولا ينتظر أو يتحين الفرص، ولهذا دائما نجده حيثما يستدعيه الواجب الوطني.  
 
إن ميناء المخا أمام مرحلة تطوير تاريخية، وسيعود بالخير على المخا والساحل الغربي واليمن بشكل عام، وما اقترفه الحوثة من جريمة لن تمر.. 
يعرف الحوثة أنه لا توجد خانة  تسمى ( طي النسيان ) في قاموس الساحل الغربي للتعامل مع اعتداءاتهم الإجرامية، وإلا لكانوا قد رموا بالجميع في البحر أو كبلوهم بالأغلال كما فعل الطاغية يحيى  بالثوار من أبناء الزرانيق قبل مائة عام، ومع ذلك تعمد الحوثي أن يستعرض عضلاته بقصف ميناء المخا، استعراض وغطرسة وإصرار على محاربة الناس في لقمة العيش.
 
أن تكون أوهام ساورت الحوثي وإيران  للسيطرة على باب المندب، بضرب المخا أولا، أو خيل له أن الميناء مباح، وأن الشرعية فتحت له الشهية بتناسيها لجريمة قصفه لمطار عدن، فتشجع واستهدف ميناء المخا..فذلك شأنه. ومن  الطبيعي جدا أن تفرض هذه الجريمة، خيارات أخرى نتيجة تصاعد الغضب الشعبي، الذي يضغط ويطالب بقلع مخالب وأنياب الحوثي.
 
لا أعتقد أن الساحل الغربي سيظل كما كان عليه الوضع قبل 11 سبتمبر ، فصواريخ ومسيرات الحوثي تضع الجميع أمام مفترق طرق.
 
الناس فقدوا كل شيء ولم يعد هناك ما يخافون عليه، فمن حقهم مواجهة إرهاب  الحوثي دفاعا عن حريتهم وعن لقمة عيشهم ، وضمان العودة إلى منازلهم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية