يوزع الحوثي إرهابه على كل المناطق اليمنية، يقصف عشوائيا ويرسل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليتسية، يدمر المدن والموانئ وكل ما له صلة بالحياة، يبيد أسراً بكاملها، ويوزع الموت والدمار في كل مكان.
 
يوم أمس، أبلغ المبعوث الأممي الجديد مجلس الأمن بصعوبة مهمته، وقال إنها ليست سهلة، وضخ جرعة تفاؤلٍ بإمكانية الحل السياسي، والحقيقة أن المهمة ليست صعبة فحسب إنما مستحيلة أيضا.
 
يشيء بذلك الوضع الميداني على الأرض، فبينما كان المبعوث الأممي يتسلم مهمته كانت ميليشيات الحوثي تستأنف تصعيدا عسكرياً على تخوم محافظة مأرب، وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة من إحاطة مجلس الأمن كانت ميليشيات الحوثي ترسل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من شارع الستين عند الضواحي الشمالية لمدينة تعز إلى ميناء المخا، الذي لم يمر سوى أيام قليلة على افتتاحه. وخارجيًا، كانت ميليشيات الحوثي ترسل الطائرات المسيرة صوب الأراضي السعودية.
 
وعلى الاتجاه السياسي، كان زعيم ميليشيات الحوثي يتحدث عن عزم ميليشياته استعادة ما اسماه بقية المناطق، وتطرق للأمر ذاته في وقت سابق من السبت المتحدث العسكري للمليشيات الحوثية.
 
لا يمكن النظر إلى كل هذا التصعيد على أنها ورقة مؤقتة لتعزيز الموقف التفاوضي للمليشيات الحوثية قبيل الذهاب الى جولة المفاوضات السياسية، الأخيرة لن تحدث على المدى القريب، على الأقل خلال الشهرين القادميين. وأوحى بذلك المبعوث الأممي الجديد.
 
لقد أعاد سيطرة ميليشيات طالبان على أفغانستان، القناعة لدى ميليشيات الحوثي أن السلاح مع الاستمرار في القتال قادر على فرض الأجندة، حتى وإن كانت الجماعة المنفذة متطرفة أو إرهابية بالمعنى الأدق، على الرغم من اختلاف طبيعة الوضع بين البلدين.
 
وبالتالي، كل ما يحدث هو جزء من تصعيدٍ نحن مقبلون له، ووحده الاستعداد للمعركة على امتداد الجبهات العسكرية القادر على إخضاع هذه المليشيات، التي نشأت من القوة وتعيش عليها وترى متى ما انتهت، أنها تعلن وفاتها رسمياً.
 
نعود ونكرر، أن خيار القوة وحده القادر على التعامل مع ميليشيات الحوثي، تجارب الحوارات السابقة تعزز تأكيد المؤكد، وكل الضغوط قد استهلكت، والضغوط التي عجزت عن إقناع ميليشيات الحوثي بتسهيل الوصول الى خزان صافر العائم وإنقاذ المياه اليمنية والاقليمية من كارثة بيئية تنتظرها، هل تعتقدون أنها قادرة على إقناع ذات المليشيات بتسليم السلاح والاحتكام الى صندوق الاقتراع وتسليم مؤسسات الدولة؟ أي جنان هذا الذي نستمر في التعويل عليه، وندرك استحالته.
 
فهل حان الوقت الى شد الرحال نحو الخيار العسكري الحقيقي لا التلاعب في المعارك، وإنهاء الاجازة المفتوحة التي تعيشها الجبهات العسكري في مختلف مناطق البلاد؟ أو ننتظر عندما يصل الدور على كل جبهة تنفرد بها ميليشيات الحوثي بينما البقية يلتزمون الحياد بانتظار دورهم!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية