مسافرون من تعز إلى صنعاء.. رحلات شاقة محفوفة بالمخاطر جراء حصار الحوثيين
لم تعد فكرة السفر من تعز إلى صنعاء بالأمر الهين، والعبور السهل كما كان، كل الطرق تبدو مغلقة في وجوه المسافرين إلا جبالا وعرة التضاريس يشكل السفر على سفوحها ومنحدراتها مغامرة مفزعة لمن جربوا السفر عبرها، إذ أصبح لزامًا على كل من أراد السفر أن يستعد لرحلة شاقة ومضنية، بل ومحفوفة بشتى المخاطر.
يتكبد المواطنون عناء السفر إلى صنعاء برحلتين شاقتين، حيث يستغرق الخروج من مدينة تعز إلى ضاحيتها الحوبان ست ساعات متواصلة على أقل تقدير يضطرون فيها إلى المرور بطريق الأقروض الشهيرة بالأهوال، وهي طريق جبلية وعرة وغير آمنة خاصة خلال موسم الأمطار، وهنالك طريق آخر يمر عبر منطقة "سامع" وهو أكثر خطرا من طريق الأقروض.
في السابق كان السفر من مدينة تعز وصولا إلى الحوبان شرق المدينة لا يستغرق سوى دقائق معدودات، لا يُكلف المسافر أي جهد أو مال، غير أن الحال الآن مأساوي أكثر خاصة للمرضى والعوائل، حيث الجميع يتعرضون للكثير من المضايقات والإيقاف المتعمد في الطرق المستحدثة من خلال نقاط التفتيش التابعة للحوثيين.
ونشرت مليشيا الحوثي نقاط التفتيش بهدف ابتزاز المسافرين وناقلي الركاب والبضائع، إذ يتعين على كل من السائقين دفع الإتاوت لمسلحي المليشيا في كل النقاط التابعة لهم بدء من منطقة الدمنة مرورا بالحوبان وصولا إلى صنعاء، ويتعرض كل من يحاول أن يفلت من الدفع للتأخير في نقاط التفتيش حتى يُجبر على الدفع.
وعند كل توقف لتفتيش أمتعة المسافرين قبل الوصول إلى الحوبان، يكون مسلحو المليشيا على تأهب واستعداد للعبث بحقائب المسافرين ولوازمهم، حيث يعملون على فحص وتدقيق هوياتهم الشخصية بحثا عن أشخاص تنوي المليشيا إيذاءهم، ومن ثم يكون قد حان على المسافرين إمضاء ست ساعات أخرى للوصول إلى صنعاء.
تقول المواطنة "أميرة علي" ل "2ديسمبر": أصبت بانزلاق في العمود الفقري قبل أشهر، وتم تحويلي لأحد المستشفيات في صنعاء لأُجري عملية جراحية؛ ولكن حالتي الصحية لا تسمح بتحمل عناء ومشقة السفر، والجلوس لوقت طويل قد يضاعف من حالتي ويزيدها سوءًا"؛ مشيرةً إلى أن "الرحلة تستغرق يوما كاملا، بكل تفاصيل المعاناة".
أما الطالب "ياسر إسماعيل" الذي يدرس في جامعة صنعاء ويسافر إلى تعز في أحيان متباعدة لزيارة أسرته المقيمة هناك، يشكو من عدم قدرته على زيارة أهله بانتظام في إحدى قرى تعز، قائلًا: "بات السفر إلى تعز كما لو أنه لدولة أخرى، حيث ارتفعت التكلفة المالية للانتقال إلى القرية، وبالإضافة إلى ذلك لم نعد نضمن وصولنا سالمين". ويضيف ياسر: "تسير سيارات النقل في طرق جبلية وعرة جدا تهدد حياة كل من يمر فيها".
في العادة منذ سبع سنوات حين أطبقت مليشيا الحوثي الحصار على تعز، يخوض المسافرون رحلة شاقة للوصول إلى الشق الغربي من مدينة تعز، إذ تبدأ الرحلة من منطقة الحوبان ثم تتجه صوب "دمنة خدير" الواقعة في الجنوب الشرقي لتعز، وتنحدر بعد ذلك باتجاه الغرب مغادرة دمنة خدير عبر طُرق فرعية، مجتازة سائلة الصرام صعودًا صوب الأقروض ثم منطقة نجد قُسيم، وصولاً إلى خط الضباب. وتسمى هذه الدروب مجتمعة لدى المسافرين بـ"طريق الأقروض" التي تربط شرق تعز (الحوبان) بالشق الغربي منها (منطقة الضباب).