اضطر معارض سياسي إيراني إلى إخفاء نفسه في أفغانستان، منذ 8 سنوات، خشية تصفيته من نظام طهران أو حركة طالبان.

وقال همايون زارعان، في مقابلة مع إذاعة "فردا" التابعة للمعارضة الإيرانية ترجمتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، إن "وضعه بات أكثر خطورة مع سيطرة طالبان على أفغانستان وهزيمة القوات الحكومية".

وأشار إلى أنه "كان يتطلع خلال إقامته في أفغانستان إلى مساعدة من قبل وكالات حماية اللاجئين لنقله إلى بلد آمن".

وأوضح همايون أنه "تعرض للسجن 3 مرات في إيران ومرة واحدة في أفغانستان"، مبيناً أن "اعتقاله في أفغانستان جرى بعد اتهامه بالتجسس لصالح طهران وهو ما لم يثبت خلال التحقيق".

 

ولفت المعارض الإيراني البالغ من العمر 36 عاماً أنه "كان يكسب أمواله للعيش في أفغانستان من خلال العزف على الجيتار في ولاية هرات لمدة 5 سنوات وفي كابول لمدة 3 سنوات بعد فراره من إيران".

وكشف عن مساعيه للخروج من أفغانستان إلى دولة أخرى، لكنه قال "كل تلك المحاولات كانت فاشلة"، موضحاً أنه "يشعر بالقلق على حياته ووضعه بعد سقوط كابول بيد طالبان".

وأشار إلى أن "هناك مخاطر في أفغانستان ولن نخرج لأن هناك احتمالية لخطر ومواجهة مع طالبان، ولأن القرار بشأن اللاجئين لم يُتخذ سياسياً ولا توجد فعلياً حكومة في أفغانستان ولا وزارة خارجية".

 

 

وقال زارعان، الذي كان يدرس العزف على العود في جامعتي أصفهان وطهران، إن :" معارضتي لسياسات الحكومة الإيرانية قادتني إلى سجون أصفهان وإيفين وكرج 3 مرات، حيث أمضيت أكثر من عام".

ووصف حكومة بلاده بـ"المستبدة ضد الإيرانيين"، مؤكدا أنها "تخنق صوت معارضيها وأن سبب خروجه إلى أفغانستان هو لإنقاذ حياته".

وبين همايون أن "الحكومة الحالية في إيران ديكتاتورية، وتفرض رغباتها وأفكارها على الناس، والناس ليس لديهم خيار في اختيار معتقداتهم وأفكارهم الخاصة، وأنا ضد الحكومة الإيرانية في هذه القضية".

وفي السنوات الأخيرة أصبحت طالبان تمتلك علاقة جيدة مع النظام الحاكم في إيران، وقد استضافت الأخيرة عدة جلسات حوار بين ممثلي الحركة والحكومة الأفغانية السابقة بقيادة أشرف غني.

 

 

وعن أنشطته الثقافية والفنية، يضيف: "مع سيطرة طالبان لا يوجد مكان لمثل هذه الأنشطة في أفغانستان".

وكانت حركة طالبان أعلنت مؤخراً أنها حظرت الموسيقى والغناء في أفغانستان باعتباره محرما من الناحية الشرعية.

وذكر المعارض الإيراني أنه "يعيش بمفرده ولا يوجد أي من أفراد أسرته في أفغانستان، وكان يتلقى رواتبه من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كابول منذ 3 سنوات".

وأشار إلى أنه كان "يحصل على ما يصل إلى 200 دولار شهريًا من المفوضية، لكن مع تصاعد الحرب وسقوط أفغانستان في أيدي طالبان، لم تعد هذه المساعدة المالية متاحة".

وحث زارعان الأمم المتحدة على "العمل من أجل نقله إلى بلد آمن حتى لا يتعرض للتهديد من قبل إيران"، وقال: "سنواجه مشاكل أكثر خطورة، لأننا سياسيون بشكل خاص وأنا فنان، وهم (طالبان) بالتأكيد يعارضون أي نوع من الموسيقى والفن المرتبط بالصوت والموسيقى".

وأفغانستان بلد بدون قانون لجوء، حيث قال عبدالباسط أنصاري، المتحدث السابق باسم وزارة اللاجئين وإعادة التوطين لموقع الإذاعة الإيرانية المعارضة، "إن الوزارة لا تستطيع فعل أي شيء للاجئين السياسيين لأن قانون اللجوء لم يتم تمريره".

ولا توجد حاليا إحصاءات محددة عن عدد اللاجئين السياسيين في أفغانستان.

وزارعان أضرب عن الطعام منذ عامين بسبب الوضع غير المواتي في أفغانستان، لكنه الآن يقول إن "الإضراب لم يشفه من أي ألم".

وعن مكان استقراره، قال إنه "يعيش في ضواحي كابول"، مضيفاً "أخشى الكشف عن أماكن وجودي بالتحديد من عناصر طالبان"، معتبراً أن "مغادرة أفغانستان أصبح الآن حلماً بعيد المنال بالنسبة لي".

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية