تبارى المرشحون لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل في أول مناظرة كبرى قبل شهر واحد من الانتخابات التشريعية، لكن دون فائز واضح.

وخاض كل من مرشح الاتحاد المسيحي الحاكم، أرمين لاشيت الذي لا يحظى بشعبية، ووزير المالية أولف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والمرشحة عن حزب الخضر أنالينا بيربوك، مناظرةً ثلاثية مساء الأحد، على قناتي "آر تي إل" و"إن-تي في" الخاصتين.

وبذل المرشحون الثلاثة لخلافة ميركل، جهودا لتسجيل نقاط في أول مواجهة تلفزيونية كبيرة بينهم قبل شهر من الانتخابات التشريعية المقررة 26 سبتمبر/أيلول المقبل.

لكن لم تبرز المناظرة فائز واضح بها، رغم الهجوم المتبادل بين الأطراف الثلاثة، وبعض الملل الذي انتاب متابعيها، وفق مجلة "دير شبيجل".

وكتبت الصحفية في دير شبيجل، أنا كلاوس، تعليقا على المناظرة "إنني معنية بالسؤال: متى أصبحت الديمقراطية في ألمانيا فاترة للغاية ومرهقة للغاية هكذا؟ إذا كان عبء الترشح للمستشارية يربك أصحابه بالفعل بينما لا نزال في بداية الطريق، ماذا يفعل هؤلاء عندما يقودون الحكومة".

وكان أول سؤال موجه لكل مرشح على حدا في المناظرة هو "ماذا يمكنك فعله بشكل أفضل من الآخرين؟"، لكن لاشيت وبربوك وشولتز لجأوا للدبلوماسية في الرد، ولم يحاول أي مرشح قول شيئا سلبيا عن الآخر في البداية، فيما يبدو كان محاولة لتهدئة الأجواء.

ومع وصول الحديث إلى ملف الجيش والتسلح وأفغانستان بدأت الاتهامات المتبادلة، إذ هاجم لاشيت شولتز لأن الاشتراكيين الديمقراطيين لا يفضلون توسيع الأنفاق على القوات المسلحة. 

ودعا لاشيت إلى استخدام طائرات قتالية بدون طيار في القوات المسلحة، رغم رفض الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر لهذه الخطوة بسبب اتهامات القتل بدون تمييز التي تلاحق الدول المستخدمة لهذا النوع من الطائرات.

ورد شولتز بأن الاتحاد الأوروبي لم يطور طائرة بدون طيار أوروبية الصنع بعد، مضيفا أن قضية التسلح سيتم مناقشتها عندما يحين الوقت.

وأكد شولز على مدى أهمية الجيش بالنسبة له، وأهمية الاستثمار في قدارته، وقال "من المهم بالنسبة لي أن يكون الجيش مجهزًا جيدًا".

وجاءت المناظرة في وقت لا تزال هناك شكوك كبيرة حيال النتيجة التي سيُفضي إليها اقتراع سبتمبر/أيلول المقبل..

 

ووفق آخر استطلاع، نشر الأحد، فإن الاشتراكيين الديمقراطيين يتجهون لتحقيق ما كان مستحيلا قبل شهر واحد من الآن.

وسجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي 24% من نوايا التصويت، محتلا صدارة أحزاب البلاد، مقارنة بـ14% قبل شهر واحد فقط.

فيما سجل الاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط) 21% فقط من نوايا التصويت في الاستطلاع ذاته الذي أجرته مؤسسة إنسا لقياس اتجاهات الرأي العام (خاصة)، وهو أسوأ نسبة في تاريخ الاتحاد.

 

 

 

وجاء حزب الخضر (يسار) في المرتبة الثالثة بـ17%، والحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط) في المرتبة الرابعة بـ13%.

فيما حل حزب البديل لأجل ألمانيا (يمين متطرف) في المرتبة الخامسة بـ11%، وأخير حزب اليسار بـ6%.

وتقول أورسولا مونش مديرة أكاديمية التربية السياسية، "من الصعب" بالنسبة للمرشحين الثلاثة "المقارنة مع ميركل" التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في البلاد".

ووفق مراقبين، يسجل الاتحاد المسيحي تراجعا مستمر في استطلاعات الرأي متأثرا بسقطات مرشحه للمستشارية لاشيت، وضعف شعبيته.

 

وقبل أقل من شهر، ظهر لاشيت في حفل تأبين لضحايا الفيضانات بمناطق غربي ألمانيا، وهو يضحك بشكل غير لائق في وقت كان فيه رئيس البلاد فرانك فالتر شتاينماير، يلقي بكلمة حزينة.

هذا الظهور ألقى بظلال قاتمة على لاشيت خلال الفترة الماضية، وحرك عاصفة لا تهدأ من الانتقادات والتشكيك في قدرة الرجل على حكم البلاد.

ولم يتوقف الأمر عند أزمة الفيضانات والضحكة الشهيرة، إذ يواجه لاشيت خلال الفترة الراهنة اتهامات يومية بالسرقة الأدبية في كتابه المنشور عام 2009 "الجمهورية الصاعدة.. الهجرة فرصة".

 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية