ها نحن نحتفي بالذكرى الـ39 لتأسيس تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام، ولعل هذه المناسبة تذكرنا بمسيرة العطاء الزاخرة التي قدمها هذا التنظيم الوطني للشعب اليمني في مختلف المجالات السياسية والتنموية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المجالات منذ تأسيسه في 24أغسطس 1982م وحتى اليوم.
 
لا شك أن المؤتمر الشعبي العام قد خاض تجربة ديمقراطية فريدة في اليمن والمنطقة العربية تجذرت بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية أوجدها المؤتمر منذ ما يزيد على ثلاثة عقود تعززت بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي مثلت الرافعة الحقيقية لهذه التجربة المتميزة على مستوى المنطقة العربية. 
 
لقد شكل المؤتمر الشعبي العام حجر الزاوية وقطب الرحى لطموحات وتطلعات الجماهير، وكان المدافع عنها، ومازال، وعن كل ما هو وطني، ثم مضى يعمر ويبني ويؤسس لمرحلة جديدة زاخرة بالعطاء المتجدد في بناء الأرض والإنسان على مختلف الأصعدة.
 
أقول هذا ليس بغرض المزايدة أو اختلاق الإنجازات، فلسنا وحدنا كمؤتمريين من يتحدث عن علو قامة المؤتمر بل لقد كتب وتحدث عن مسيرته الكفاحية الزاخرة بالعطاء الكثير من النقاد وأرباب السياسة  المنصفين الذين تحدثوا بموضوعية متناهية باعتباره تنظيما شعبيا اجتماعيا وسياسيا عاما تخلّق في واقع كان يسوده الكثير من النزاعات والانقسامات الدامية فشكل بارقة أمل لدى كافة أفراد الشعب ببزوغ مرحلة جديدة يسودها الأمن والأمان والاستقرار والسكينة والبناء والتنمية، الأمر الذي جعل أبناء الشعب اليمني ينظرون للمؤتمر الشعبي العام كطوق نجاة وبارقة أمل بحياة كريمة يسودها العدل والمساواة بين كل أبناء الشعب دون استثناء.
 
 إن الإنجازات التي تحققت للشعب اليمني في ظل حكم المؤتمر الشعبي العام إنجازات كبيرة ومتعددة، من الصعب حصرها في هذه العجالة، في مختلف المجالات سواءً في مجال الصحة أو الاتصالات وتقنية المعلومات أو التعليم العام والعالي أو في مجال الطرقات التي مثلت شريان الحياة للمجتمع اليمني، الأمر الذي أكسب المؤتمر خصوصية فريدة لاسيما وقد أرسى دعائم الديمقراطية منذ اللحظة الأولى لتأسيسه في واقع كان مليئا بالأحداث والمطبات السياسية والاحتقانات على مختلف الأصعدة، ولاشك أنه لم يقم بهذا الدور إلا لأنه يمتلك برنامجا داخليا ودليلا فكريا امتاز بالوسطية والاعتدال مما وسع دائرته الجماهيرية بشكل مطرد وسريع.
 
ورغم كل تلك العطاءات واجه المؤتمر الشعبي العام في تاريخه الوطني العديد من التحديات وعاش الكثير من المحطات المفصلية في تاريخ اليمن ولكن بحكمة قيادته السياسية الفذة متمثلة بالقائد المؤسس فخامة الرئيس الزعيم علي عبدالله صالح، تمكن من تجاوزها وكان كلما واجه مشكلة أو تحدٍ خرج أكثر قوة وتماسكا كيف لا وقد  تحلت قيادة المؤتمر بالوطنية والوسطية والاعتدال والوعي الكبير المتأصل في سلوكه وأدائه  بعيدا عن  المصالح الذاتية الضيقة ولهذا بقى المؤتمر متميزا في تعاطيه مع القضايا الوطنية عكس الأحزاب الأخرى التي تنكفئ على ذاتها وتعيش حالة صراع داخلية في إطار كل حزب وأخرى خارجية، فتشعبت تبايناتها وخصوماتها البينية داخل قياداتها لتعيش حالة من الصراع وأزمة دائمة بعيدة عن المصلحة الوطنية وتطلعات الجماهير.
 
 ولأن المؤتمر متماسك وقوي خيب رهانات أولئك النفر قصيري النظر ممن كانوا يُمنون أنفسهم بأن مسيرة المؤتمر النضالية والوطنية ستتعطل أمام هذا الظرف الدقيق متناسين أنه الحزب الذي ولد على تراب هذه الأرض الطيبة وبقي مؤمنا بقيمه ومبادئه التي يستمدها من مضامين ميثاقه الوطني ليصطف وبقرار حكيم إلى جانب الوطن، أولا وأخيرا.
 

وبهذا النهج الوطني استطاع المؤتمر الشعبي العام تجاوز تلك المطبات محافظا على دوره ومكانته في قلوب الجماهير ومعبرا عنها ومعليا لقيم الوحدة الوطنية ورفض الوصاية، ومستوعبا لمتطلبات المرحلة بمخاطرها الكبيرة على الوطن ووحدته، ومتمسكا بالثوابت الوطنية رغم كل التحديات والمؤامرات التي يشنها ضده العديد من الأحزاب اليمنية المؤدلجة سواء اليسارية المحنطة بأفكار قديمة تجاوزها الزمن لاسيما وقد ماتت في عقر دارها أو تلك التي تدعي الوصاية على الإسلام أو تلك الحركات الكهنوتية الانقلابية التي تعيش الماضي المؤلم الموغل في القدم والتي تسعى إلى تكريس فكرة الملكية والولاية والحق الإلهي في الحكم وهي أفكار عفى عليها الزمن وماتت وهي لاتزال في مهدها لأنها خارج سياق الزمن والبرهان الرباني الذي يقول "وأمرهم شورى بينهم".

من الواضح أن المؤتمر الشعبي العام قد تمكن من قيادة حركة تصالح بين مختلف الأحزاب والمكونات السياسية بما فيها تلك الأحزاب والمكونات التي تآمرت عليه ولازالت تتآمر حتى اللحظة، فقد دعا إلى الحوار الوطني والتصالح والتسامح والتفاهم حول كل القضايا الوطنية بما يخدم تعزيز الجبهة الداخلية ويسد كل منافذ التربص باليمن ومحاولة ضرب المشروع التنموي النهضوي الكبير.
 
وعلى الصعيد الداخلي فإن تنظيمنا الرائد يضطلع بمسئولية عالية نحو استكمال إصلاحاته الداخلية التنظيمية الهيكلية التي ستؤسس لعمل سياسي أكثر فعالية وقدرة على التعامل مع متطلبات المرحلة حاضرا ومستقبلا وبما يحفظ للمؤتمر حضوره الفاعل دوما في قضايا الشعب اليمني ويعزز لحمة جماهيره العريضة ويحفظ لأبناء اليمن وللأجيال القادمة وطنا يعبر عن تطلعاتهم لينعم الجميع بالحرية والاستقلال والوحدة، لاسيما وقد تكمن المؤتمر الشعبي العام من التخلص من الدخلاء عليه الذين أتوا إليه قبل إعلان التعددية السياسية مع الوحدة اليمنية المباركة، وهنا نقول إن تلك الشوائب ( الأعضاء المندسين ) قد تم التخلص منها في محطات مختلفة سواء بخروج المندسين طواعية بعد إعلان الوحدة أو الذين تم انكشافهم أثناء مؤامرة ما سمي بالربيع العربي 2011م  حين انضم الدخلاء في المؤتمر للساحات ووقفوا مع تلك المؤامرة التي يقودها أعداء الوطن كما تم التخلص ممن تبقى من الشوائب العالقة أثناء الأزمة الأخيرة بعد دخول الحركة الحوثية الكهنوتية الانقلابية إلى صنعاء حين وقف بعض أولئك المندسين في إطار المؤتمر ضد القرارات المصيرية التي تتعلق بالمؤتمر ووحدته الداخلية أو المتعلقة بأمن ووحدة اليمن فذهب أولئك المندسون وبقي الشرفاء الذين يعول اليمنيون عليهم في الاستمرار بحمل راية السلام والأمن والاستقرار والبناء في يمن يكون المؤتمر فيه  تنظيما وطنيا مهما في خارطة اليمن السياسية وفاعلا في كل المحطات.
 
ولا يسعني في هذه الذكرى إلا أن أقول: الرحمة والخلود للشهيد القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين الشهيد الأستاذ عارف الزوكا، اللذين استشهدا وهما كالطود الشامخ يدافعان عن الثورة والجمهورية وعن المبادئ التي عاهدا الله والشعب في الدفاع عنها.
 
تحيا الجمهورية اليمنية

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية