عاهل المغرب: التلاحم سلاحنا لمواجهة محاولات التشويه
حذر العاهل المغربي الملك محمد السادس من محاولات لتشويه سمعة البلاد، مؤكدا أن التلاحم هو سلاحنا لمواجهة الهجمات المدروسة.
وقال عاهل المغرب في خطاب مساء أمس الجمعة ذكرى ثورة الملك والشعب، نؤمن بأن الدولة تكون قوية بمؤسساتها ووحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية، وبلدنا مستهدف من أطراف متعددة وعلينا مواجهة التهديدات.
وأضاف، نحظى بالثقة والمصداقية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهناك من يسعى لتشويه سمعة بلادنا ومحاولة المس بما تتميز به من وقار.
وأشار العاهل المغربي إلى أن الانتخابات المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية تخدم مصالح المواطنين، وتدافع عن قضايا الوطن.
وتابع هذه الانتخابات تتزامن مع مرحلة جديدة من المشاريع والإصلاحات، في إطار تنزيل النموذج التنموي، وتفعيل الميثاق الوطني من أجل التنمية، معتبرا أن إجراء الانتخابات يؤكد عمق الممارسة الديمقراطية، ونضج البناء السياسي المغربي.دولة عريقة
وأوضح الملك محمد السادس بأن المغرب مستهدف مُرجعاً ذلك لكونه دولة عريقة، تمتد لأكثر من 12 قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب.
وأضاف أن المغرب مستهدف لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات التي يعرفها العالم.
وكشف الملك محمد السادس أن المملكة المغربية تتعرض على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة، وأعداء الوحدة الترابية للمملكة، ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا وقويا ومؤثرا.
ولفت إلى أن قليل من الدول، خاصة الأوروبية التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها بالمنطقة المغاربية.
وزاد أن بعض قياداتها لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي ولا تستطيع أن تساير التطورات.
وأشار الملك محمد السادس إلى أنه "تم تجنيد كل الوسائل الممكنة الشرعية وغير الشرعية وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة لتوريط المغرب في مشاكل وخلافات مع بعض الدول".
وزاد أن "هناك تقارير تجاوزت كل الحدود، فبدل أن تدعو لدعم جهود المغرب في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية".
وأضاف أنهم "دبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها".
وخلص بالقول إن "رب ضارة نافعة؛ فمؤامرات أعداء وحدتنا الترابية، لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا"، مُؤكداً استمرار المملكة في مسارها أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين. المملكة تغيرت
وأورد الملك محمد السادس أن المملكة المغربية تغيرت فعلا، لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا، وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار.
وكشف أن هذا المنطق هو الذي يحكم توجه المملكة في علاقتها مع جارتها الشمالية إسبانيا، موضحاً أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها.
ولفت إلى أنه كان هناك اشتغال مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية. موضحاً أنه إضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين.
وقال "قد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات، ولم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات".
وأردف بالقول "إننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها بيدرو سانشيز من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات".