مع بدء عام دراسي جديد.. مخاوف من توسع دائرة التجنيد الحوثي لطلاب المدارس
مع انطلاق عام دراسي جديد في اليمن زادت المخاوف من توسع دائرة الاستقطاب الحوثي لتجنيد طلاب المدارس الذين تعدهم المليشيا المدعومة من إيران هدفًا سهلًا لاستخدامهم عسكريًا عبر تجنيدهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
وفي صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا أعلنت الأخيرة للطلاب بدء عام دراسي جديد من اليوم، في حين تبدأ وزارة التربية والتعليم في المناطق المحررة العام الدراسي الجديد منذ غدٍ الأحد؛ لكن الوضع في صنعاء ومناطق الحوثيين مختلف ويُنذر بكثير من الأخطار التي تتربص عبرها المليشيا بالطلاب الطموحين بالعودة إلى مدارسهم.
وبحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة في الثامن من أغسطس الجاري، فإن 8.1 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدة تعليمية طارئة، وهي زيادة ضخمة في عدد المحتاجين مقارنة بـ1.1 مليون طفل يمني قبل الحرب.
ولطالما اعتمدت مليشيا الحوثي على عمليات الاستقطاب والتجنيد من المدارس، وكان الأطفال ولا زالوا لقمة سائغةً للمليشيا تجندهم إما بشكلٍ قسري أو عن طريق الإغراء ثم تدفع بهم إلى جبهات القتال دون علم أهاليهم في أغلب الأحيان، وقد استقبلت بعض الأسر أطفالها الضائعين فجأة وهم جثث هامدة أتى بهم الحوثيون صرعى من جبهات القتال.
وخلال النصف الأول من العام الجاري قتل 640 طفلا تتراوح أعمارهم بين 13 و 17سنة، في صفوف المليشيا الحوثية، بحسب تقرير صادر عن منظمة ميون لحقوق الأنسان، وقد كان تقرير سابق صادر عن المرصد الأورومتوسطي في فبراير الماضي، كشف تجنيد المليشيا الحوثية أكثر من 10 آلاف طفل.
وحول الحوثيون مدارس عدة في صنعاء وبعض المناطق الخاضعة لسيطرتهم إلى معسكرات تدريب يتم استقطاب الاطفال المجندين إليها لتلقي الدورات القتالية، خاصة أطفال المدارس والمراكز الصيفية الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات أكثر من غيرهم من الأطفال الآخرين.
وعمدت مليشيا الحوثي منذ السنوات الأولى للحرب إلى إقصاء المعلمين ومضايقتهم وحرمانهم من رواتبهم، إذ إن 70 بالمئة من المعلمين حرموا من رواتبهم، وأفسحت المجال أمام معلمين مؤدلجين تابعين لها هم بالأساس من يقودون عمليات التجنيد والاستقطاب بشكلٍ أو بآخر.
وكانت آلاف الأسر قد انتقلت إلى المناطق المحررة أو قررت عدم إرسال أطفالها إلى المدارس خشية تعرضهم للأفكار الحوثية وتجنيدهم؛ لكن أسر أخرى لا تزال غير مدركة الخطر الذي يتربص بأطفالها في المدارس التي أحالها الحوثيون إلى مراكز لتصدير الأفكار الطائفية والمتطرفة.