غوتيريش يحذر: أفغانستان بدأت في الخروج عن السيطرة
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "أفغانستان دخلت مرحلة فوضوية وبدأت في الخروج عن السيطرة".
وأضاف غوتيريش، في تصريحات صحفية، أن "استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان بالقوة سيؤدي إلى حرب أهلية طويلة".
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف في أفغانستان بـ"وضع حد لوقف معاناة المدنيين".
كما دعا غوتيريش حركة طالبان إلى "وقف هجومها فورا، والبدء في التفاوض بحسن نية".
وتابع: "رسالة المجتمع الدولي لأولئك المنخرطين في الحرب يجب أن تكون واضحة: الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية نهج خاسر، هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى حرب أهلية طويلة، أو لعزلة أفغانستان بشكل كامل".
واعتبر غوتيريش أن "المعلومات عن انتهاكات لحقوق الأفغانيات يرتكبها مسلحو طالبان تثير الرعب".
وأضاف: "أنا قلق للغاية بإزاء معلومات أولية مفادها أن مسلحي طالبان يفرضون قيودا صارمة على حقوق الإنسان في المناطق التي يسيطرون عليها".
وأضاف: "من المرعب والمؤلم خصوصا أن نرى الفتيات والنساء الأفغانيات يحرمن من حقوق اكتسبنها بعد جهد شاق".
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "241 ألف شخص على الأقل فروا من منازلهم بسبب القتال في أفغانستان".
يأتي ذلك وسط تقدم كبير لحركة طالبان باتجاه العاصمة كابول، بعدما سيطرت في وقت سابق اليوم على مدينة "بولي علم" عاصمة ولاية لوجار، وسط أفغانستان، والتي تقع على مسافة نحو 80 كيلومترا من العاصمة كابول.
وكان مسلحو حركة طالبان شددوا قبضتهم على أفغانستان، أمس الجمعة، وانتزعوا السيطرة على ثاني وثالث أكبر مدينتين في البلاد.
وتصاعدت وتيرة العنف والقتال في أفغانستان مع انسحاب القوات الدولية، في ظل تعثر المفاوضات بين طرفي النزاع الأفغاني، للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.
ومثل استيلاء طالبان على قندهار في الجنوب وهرات في الغرب إثر اشتباكات على مدى أيام ضربة مدمرة للحكومة، في الوقت الذي يتحول فيه تقدم طالبان إلى هزيمة منكرة لقوات الأمن.
وقال غلام حبيب هاشمي، عضو مجلس الولاية في إقليم هرات عبر الهاتف من مدينة هرات التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة قرب حدود إيران "تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال.. صارت مدينة للأشباح".
وقال مسؤول حكومي إن قندهار وهي المركز الاقتصادي في جنوب البلاد خضعت لسيطرة طالبان.
وتحولت الهزائم إلى وقود للقلق والمخاوف من سقوط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة على أيدي مسلحي الحركة، في الوقت الذي تضع فيه القوات الدولية اللمسات الأخيرة على عملية الانسحاب بعد حرب دامت 20 عاما.
وبين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار الشريف في الشمال وجلال آباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى كابول.