يستمر الجدل في تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية على خلفية الصور التي نُشِرت مؤخراً للمرة الأولى، ويظهر فيها القصر الصيفي الجديد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي بلغت تكلفته 75 مليون دولار تقريباً عند بنائه قبل عامين، وهو أمر أثار غضب المعارضة وبعض مؤسسات المجتمع المدني في البلاد لا سيما وأن الصور تمّ نشرها في وقتٍ يعاني فيه الأتراك من أزمةٍ اقتصادية تتواصل مع مشكلة العُملة عقب تراجع قيمتها المستمر أمام العملات الأجنبية.
 

ويضمّ القصر الصيفي للرئيس التركي، 300 غرفة فاخرة ويقع شمال مدينة مارماريس الساحلية، وقد اعترضت الأحزاب المعارضة على إنشائه، لكن أردوغان لم يلتفت حينها لتلك الانتقادات وكان يربط بين بناء مثل هذه القصور وبين "مكانة تركيا"، على حدّ تعبيره، رغم استمرار الأزمة الاقتصادية في بلاده وارتفاع معدلات التضخّم والفقر والبطالة.
 

وعقب نشر الصور، عبّر آلاف الأتراك على مواقع التواصل عن غضبهم من الترف الذي يعيشه رئيسهم، في حين أنهم يواجهون أزمة اقتصادية تتفاقم أكثر مع الظروف التي رافقت تفشي فيروس كورونا وانتشاره في تركيا.
 

وقال جان كاكي شيم الأكاديمي والخبير الاقتصادي التركي إن" معظم الناس لا يغضبون بشكلٍ عام من تلك الصور التي تظهر ثراء مسؤولي الدولة، لأنهم ربّما يعتبرون ذلك علامة على الهيبة والسلطة، لكن يجب أن يترافق ذلك مع راحة اقتصادية لأولئك الناس".

وأضاف في تصريحه له لقناة العربية "هؤلاء الناس لديهم مشاكل مالية اليوم، بينما المسؤولون يظهرون كل ذلك الثراء. هذا يزعجهم بالطبع، وهذا ما يحصل، لكن أردوغان منعزل تماماً عن الناس لدرجة أنه لا يُدرك ذلك".

وكتب غارو بايلان النائب الأرمني عن حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، على حسابه الرسمي في موقع فيسبوك: "بنى قصراً كلّف الملايين ويدعو الآخرين إلى التقشّف"، في إشارةٍ واضحة منه إلى تصريحاتٍ سابقة للرئيس التركي. وأضاف: "يجوع الناس وينتحرون، لكن لا أحد يهتم بهم".

ويقع القصر الصيفي الذي أثارت صورته الجدل، في خليج أولوغول بالقرب من مدينة مارماريس المتوسطية، وقد أضرّ بناؤه بالبيئة بعدما تمّ اقتلاع 50 ألف شجرة في تلك المنطقة، بحسب ما ورد في الصحافة التركية. وهو ثالث قصر بُني إلى الآن، بأوامر من أردوغان وبتكلفة مالية يقول معارضوه وخبراء اقتصاديون إنها "ضخمة".

كما بلغت تكلفة بناء المقرّ الرسمي للرئيس التركي في أنقرة، نصف مليار يورو، وهو المكان الذي انتقل إليه في عام 2014 رغم المعارضة الكبيرة لبناء ذلك المقرّ الذي شُيّد وسط محمية طبيعية.

وعادة ما تنتقد الأحزاب المعارضة لأردوغان خاصة حزب المعارضة الرئيسي وهو "الشعب الجمهوري" والحزب المؤيد للأكراد، الميزانيات المالية الضخمة التي يرصدها للقصور التي يبنيها على الطراز "العثماني" وكان آخرها القصر الذي يقع على ضفاف بحيرة فان. لكن الرئيس التركي لا يولي اهتماماً لتلك الانتقادات.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية