وصفت تقارير صحفية زيارة الرئاسة المصرية إلى جيبوتي بـ"التاريخية"، فضلا عن كونها الأولى من نوعها، تلك التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة جيبوتي، أمس الخميس، وعقد خلالها قمة مشتركة مع الرئيس عمر جيلة، لبحث ملفات التعاون الأمنية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
 
ويرى خبراء في شؤون الأمن القومي، ودبلوماسيون مصريون، أن جيبوتي "دولة لها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لمصر، خصوصا مع إشرافها على حركة الملاحة البحرية من مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر في اتجاه قناة السويس، فضلا عن أهميتها كأحد دول القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، وهو أمر وثيق الصلة بملف سد النهضة الإثيوبي".
 
ملفات المباحثات المشتركة
وبحضور وفدي البلدين، أجرى السيسي جلسة مباحثات موسعة مع رئيس جيبوتي. وقال بيان للرئاسة المصرية إن جيلة أعرب عن تطلعه لزيادة نشاط القطاع الخاص المصري في بلاده.
 
وأشار الرئيس المصري خلال المباحثات، إلى وجود "آفاق واسعة لتطوير التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجالات مكافحة الفكر المتطرف، والبنية التحتية والطاقة والصحة والطيران وربط الموانئ والتعليم والثقافة، فضلا عن التعاون في دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الجيبوتية".
 
وتضمنت مباحثات الزيارة الخاطفة التي استغرقت يوما واحدا، ملفات إقليمية مهمة، من بينها أوضاع منطقتي شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، والتعاون في أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومفاوضات سد النهضة.
 
وتم التوافق بين الرئيسين حول أهمية التوصل إلى "اتفاق قانوني عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل السد الإثيوبي، بما يحقق مصالح مصر والسودان وإثيوبيا".
 
الأمن القومي والتعاون الاقتصاد
ويعتبر نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير صلاح حليمة، زيارة السيسي إلى جيبوتي "تاريخية"، كونه أول رئيس مصري يزور هذا البلد منذ استقلاله عام 1977، رغم الأهمية الكبيرة له بالنسبة للأمن القومي المصري، نظرا لموقعه الحيوي والاستراتيجي في منطقة البحر الأحمر.
 
ويوضح حليمة في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الزيارة تأتي بعد تدشين "مجلس الدول العربية والإفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر"، الذي تلعب جيبوتي فيه دورا استراتيجيا لضمان أمن واستقرار الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
 
وقد تم إنشاء قواعد عسكرية لعدة دول هناك، للمساهمة في ضمان حرية حركة الملاحة البحرية في مدخل البحر الجنوبي.
 
ويتابع حليمة أن مصر لديها قوات بحرية في منطقة باب المندب، للحفاظ على الاستقرار هناك في ظل الأزمة اليمنية، لافتا إلى أن الأهمية الاستراتيجية للنواحي العسكرية والأمنية لجيبوتي تجعل من الواجب دعمها من مصر والدول العربية.
 
وشكلت 8 دول "مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن" في يناير 2020، ويضم مصر والسعودية وجيبوتي واليمن والصومال وإريتريا والسودان والأردن، بهدف التنسيق والتشاور حول البحر الأحمر وخليج عدن، وتعزيز أمن الملاحة وحماية التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس، وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الثمانية، وفق ميثاق تأسيس المجلس.
 
تطورات إفريقية
ويشير نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إلى أن زيارة السيسي لجيبوتي تأتي في ظل تطورات متعددة في الصومال واليمن وإثيوبيا والسودان، لافتا إلى "أهمية جيبوتي للأمن القومي في منطقة الخليج العربي، وأن هذا ما تحرص عليه مصر وتدعمه باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".
 
ويضيف: "جيبوتي لها أهمية استراتيجية أخرى، تتمثل في أن 80 بالمئة من التجارة الإثيوبية تمر عبرها، لأن إثيوبيا دولة مغلقة لا يوجد لها منافذ على البحر، كما ستلعب دورا مهما في (منطقة التجارة الحرة القارية)، التي يسعى السيسي لتفعيلها".
 
تاريخ التعاون
وسبق للرئيس المصري أن التقى أكثر من مرة برئيس جيبوتي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها السيسي جيبوتي، فيما زار رئيس جيبوتي مصر من قبل، وأجرى مباحثات في ملفات إقليمية مختلفة مع نظيرة المصري.
 
وفي تلك المباحثات، اتفقا على تعزيز التعاون بين هيئة قناة السويس وسلطة الموانئ الجيبوتية، والتعاون في مجالات الصحة والدواء والتجارة والتعليم الفني، وتصدير واستيراد المواشي واللحوم.
 
وتعود العلاقات بين البلدين في التاريخ الحديث إلى استقلال جيبوتي عام 1977، حيث كانت مصر في طليعة الدول التي افتتحت سفارة لها هناك، إضافة إلى أنها من أوائل الدول التي رحبت باتفاق الحكومة وائتلاف المعارضة هناك، والذي أنهى الخلاف السياسي بينهما، لكن لم يجر رئيس مصري زيارة لجيبوتي قبل الزيارة الحالية للسيسي.
الدبلوماسية الرئاسية

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية