من طهران إلى مران.. المخدرات سلعة رائجة في تجارة مليشيا الحوثي
انتعشت تجارة وترويج المخدرات في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية بشكل غير مسبوق نظرا لتورط قياداتها في الاتجار بالمواد المخدرة وتهريبها مستغلة استحواذها على إدارة القطاع الأمني.
مصادر محلية أكدت أن عصابات تهريب المخدرات التي تديرها القيادات الحوثية حولت مناطق العبور التي كانت تشكل منافذ لتهريب المخدرات إلى دول الجوار لأسواق مستهدفة في عمليات الترويج للمخدرات والحشيش كون هذه الممنوعات تشكل مصدر إثراء سريع.
وتجاوزت عصابات المخدرات القيود القبلية والأمنية والمجتمعية التي كانت تحول دون السماح بالترويج والتجارة المفتوحة للمواد المخدرة في فترة ما قبل 2011م حيث توفر المليشيات الحوثية وقياداتها غطاء لهذه العصابات لتمرير جرائمها بحق المجتمع اليمني.
قضية اختطاف أحد أطفال قبيلة سفيان بمحافظة عمران من قبل إحدى عصابات المخدرات في محافظة الجوف قبل أيام أزاحت الستار عن حجم الكارثة التي تغذيها مليشيات الحوثي في أوساط المجتمع القبلي وتعمدها استهداف أبناء المجتمع لإفساد تقاليدهم وأعرافهم.
وقالت مصادر إن اختطاف عصابة المخدرات التي تنتمي إلى بني نوف في الجوف طفل للضغط على عصابة مخدرات تنتمي لقبيلة سفيان يشكل سابقة خطيرة تكشف تفشي نشاط مافيا المخدرات في أعتى المكونات القبلية داخل البلاد.
وتتقاسم القيادات الحوثية مهام الأنشطة القذرة بحيث تدير بعضها الأسواق السوداء للوقود والبعض الآخر تستأثر بتجارة وتهريب المخدرات والحشيش وقسم آخر يمسك بتجارة السلاح وتحتكر مجموعة أخرى تهريب وتجارة المبيدات المحرمة دوليا.
ويعد القيادي المدعو حسن المراني أحد أبرز القيادات الحوثية التي تنشط في تجارة وتهريب المخدرات، وكان إلى الشهر الماضي منتحلا منصب محافظ الجوف في حكومة المليشيا الانقلابية قبل تعيينه وزيرا للنقل خلفا للقيادي المدعو زكريا الشامي الذي أعلنت المليشيا الحوثية وفاته في ظروف غامضة.
وبتواجد أحد أعمدة مافيا المخدرات في اليمن والمنطقة على رأس مجاميع المليشيا الحوثية التابعة لإيران في الجوف فإنه من الطبيعي أن تنشط عصابات تجارة المخدرات المحلية وتشكل اختراقا خطيرا لبنية المجتمع المحلي القبلي بالذات وتتورط في عمليات اختطاف ورهائن تصل حد اختطاف الأطفال.
وتحولت المليشيا الحوثية إلى وسيط لاحتواء تداعيات الخلاف بين عصابات المخدرات في الجوف وعمران وهو تجسيد صريح لطبيعة المليشيا ودورها الحقيقي الغارق في المستنقعات السوداء بعيدا عن ادعاءات النزاهة واسطوانة الهوية الإيمانية المشروخة التي تدلس بها المليشيا على البسطاء.
وتعد المخدرات إحدى أهم مصادر تمويل طهران لميليشياتها في المنطقة حيث تعمل المخابرات الإيرانية مع عصابات المخدرات لتهريب كميات كبيرة من المخدرات والحشيش للمليشيات التابعة لها لتسييل قيمة هذه الشحنات لصالح الأنشطة العسكرية للجماعات الطائفية في المنطقة.