أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، فشل مفاوضات وجهود قادها بإسناد من المجتمع لإقناع مليشيات الحوثي بوقف الحرب والانصياع إلى دعوات ومبادرات السلام.
 
وأكد مارتن غريفيث أنه أمضى عام كامل في نقاش ومفاوضات للوصول إلى اتفاق غير أنه لا زال في مكانه لم يستطع إنجاز شيء ولم يتمكن من إقناع المليشيات بإيقاف الحرب ووقف الهجوم على مدينة مأرب والذي بدأ قبل عام من اليوم.
 
ويعد موقف المبعوث الأممي المعلن في البيان الصادر عنه، أمس الأربعاء، تأكيداً صريحاً للعالم أجمع بإن مليشيات الحوثي لا تملك قرار وقف الحرب أو التعاطي مع التحركات الدولية بشكل إيجابي، بل هي ليست سوى عصابة أوكلت طهران لها مهمة محددة هي الحرب دون توقف.
 
لم تقبل المليشيات الحوثية بالمبادرة السعودية رغم أنها شكلت صيغة واقعية لبناء سلام في اليمن كما لم تقبل بالجهود الأمريكية والسويدية والبريطانية وخطة المبعوث الأممي، وهي بهذا الرفض تؤكد بأن السلام غير وارد في مشروع الموت الحوثي.
 
ومن خلال متابعة ردود ومواقف قيادات المليشيا والمسؤولين الإيرانيين يمكن الوصول إلى نتيجة مفادها إن مليشيات الحوثي وطهران لديهم صيغة استسلام جاهزة لكل الأطراف التي ترفض الانقلاب، وهذه الصيغة أعلنها بداية الحرب عام 2015 م الصريع قاسم سليماني.
 
وتنص الصيغة الإيرانية الحوثية على الاعتراف بالمليشيات حاكما شرعيا في مناطق سيطرتها باليمن ووقف التحالف لكل عملياته العسكرية وفتح الموانئ والمطارات أمام تدفق الدعم العسكري الإيراني للحوثيين دون قيود وبعدها الحديث عن حوار يمني - يمني دون أي إشارة إلى الشق العسكري والأمني.
 
وعقب مفاوضات ونقاشات الوسطاء في سلطنه عمان والتحركات على المستوى الدولي تكون واشنطن بإدارتها الجديدة ومبعوثها الخاص قد توصلوا إلى قناعة تامة وارتسمت لديهم صورة واضحة عن المليشيات الحوثية وطبيعة مهامها ومن يتحكم بقرارها ومسارات حربها التدميرية.
 
وفي حين تتحدث المليشيات الحوثية عن الجانب الإنساني وضرورة فتح مطار صنعاء دون قيود وموانئ الحديدة دون أي رقابة ترفض وقف هجومها العسكري الذي يهدد مليوني نازح في مدينة مأرب بل تقصفهم بالصواريخ الباليستية والطيران المفخخ.
 
جهود عام كامل من تدليل المليشيات الحوثية وإلغاء تصنيفها كمنظمة إرهابية انتهى بمزيد من التصلب والتعنت والإصرار على مواصلة الحرب وتأزيم الوضع الإنساني في اليمن بشكل مضاعف.
 
وبعد أن فشلت سياسة الترغيب الدولية للمليشيات الحوثية تبقى أن ترفع عصا القوة الصارمة في وجهها وكسر شوكتها بعمل عسكري في كل الجبهات يعيد مسار المعركة نحو التحرير واجتثاث هذه العصابة التي استبدت وأنهكت اليمن بحرب 7 سنوات عجاف.
 
لا مجال للحديث عن فرص وتحركات إضافية من شأنها منح المليشيات الحوثية فائضا من الوقت ومساحة للتحرك عسكريا دون ضغط حقيقي ونوعي في الميدان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية