منذ بدء معركة تحرير الساحل الغربي وتحريرها من سيطرة مليشيا الحوثي الكهنوتية المدعومة إيرانيا، والأنظار على المستوى المحلي والدولي تراقب عن كثب النتائج، وذلك لمصيرية المعركة ولأسباب استراتيجية لا تتوقف عند مضيق "باب المندب" البحري وأهميته للملاحة الدولية، بل ولأن تهامة تمثل السلة الغذائية لليمن، وأبناءها لهم تاريخ عتيد ومآثرهم خالدة دونها التاريخ في معاركهم التي هزت عرش الإمامة البائدة رفضاً للظلم والطغيان والعبودية، وشكلوا للثوار مداميك إسقاطها الذي امتد لعقود زمنية طويلة جاثما على صدور الشعب اليمني.

 

في أبناء تهامة تضرب الأمثال بالشجاعة والبسالة ورفض الضيم والظلم والاستبداد والتمرد على الطغاة والغزاة لأرضهم تحت أي شعار مستورداً كان أو محلياً وقتالهم مهما كانت الكلفة والثمن، بأرواحهم وبما يملكون.

 

اليوم في معركة تطهير وتحرير الساحل الغربي باستئصال عضال إيران في الجسد اليمني، بعثت الروح الثورية وسط أبناء تهامة من جديد في القرن الواحد والعشرين، فسطروا أروع الملاحم وخاضوا معارك الحرية والسلام والتعايش والمساواة جنباً إلى جنب مع قوات المقاومة الوطنية والعمالقة بدعم من الأشقاء في التحالف العربي، ضد بغاة العصر في اليمن المتمثلة في مليشيا الحوثي الارهابية.

 

أهل الأرض هم صناع النصر، في أي معركة وهم كذلك "أبناء تهامة" الأحرار بما لعبوا ويلعبون في الوقت الراهن من دور وطني بارز وعظيم في معارك وعمليات تحرير كل شبر من تهامة وعلى امتداد الساحل الغربي، وما ألحقوا من هزائم ساحقة بالمليشيات ودحرهم من المنطقة تلو الأخرى، وتمريغ أنوفهم في التراب وهروب من تبقى وهم يجرون أذيال الخزي والانكسار، مسطرين ملاحم تاريخية سيكتب مدونو التاريخ حروفها بفخر واعتزاز عن الإرادة الشعبية التي رفضت العودة لعهود القطرنة والتسلط والدكتاتورية والدجل باسم الدين وخرافة الاصطفاء الإلهي المزعوم.

 

تم تحرير غالبية الساحل الغربي، بجهود وطنية خالصة ومشاركة وزخم شعبي قوي كانت الفيصل في الحسم المبارك والعظيم، وما يتبقى جارٍ التحرير وبات قاب قوسين أو أدنى من اكتمال عملية تطهيره وبقي رهن العامل الزمني والخوف على حياة الأبرياء المحاطين بالإرهاب الحوثي ومفخخات وألغام الموت التي زرعوها في الأوساط السكنية والزراعية والطرقات والمنشآت انتقاماً وتحقيقاً لرغبات ونزعات حقد دفين يتحكم بتوجهه نفس طائفي وعنصري موجه ضد كل ما يدب على هذه الأرض الطيبة ويوجد عليها.

 

تهامة تعيش الزخم الثوري في أعظم صوره وأصدقه قولاً وعملاً..، تهامة انتفضت في وجه طغيان المليشيا وانتصرت وكسرت شوكتهم وكتبت شهادة زوالهم دون رجعة و إلى الأبد، كيف لا، والساحل تحول إلى محرقة كبرى للمغرر بهم وقيادات العصابة الإيرانية، ولا نبالغ إذا قلنا بأن الساحل الغربي أشبه بمثلث برمودا يلتهم كل من يتم إرسالهم إليه.

 

صمود وصلابة أبناء تهامة في مواجهة التركيع والابتزاز والحصار الحوثي الداخلي حتى دنو ساعة التحرير محل فخر يحفز كافة اليمنيين في ما تبقى من مناطق سيطرة المليشيا أن يحذوا حذوهم في التضحية والفداء، وقتال عناصر هذه المليشيات وعدم الانصياع لرغباتهم المعادية للحياة والسلام بعد أن دمروا الدولة وأسقطوا الجمهورية واستولوا على مقدراتها.. وذلك من أجل حياة كريمة وغد أجمل ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية