حلت علينا هذا اليوم الخالد في تاريخنا المعاصر هذا العام، وقد غادرنا صاحب الذكری الرئيس الصالح وارتفعت روحه الطاهرة إلى بارئها شهيدا عظيما يستمد عظمته من عظمة وطنه الذي أفنی حياته في خدمته والذود عنه بكل ما اختصه الله به من الحكمة والحنكة والدهاء والذكاء الفطري الذي يشهد له به العدو قبل الصديق.

 

حلت علينا هذه الذكری العطرة وقد افتقد اليمانيون كل مظاهر الديموقراطية ولو في حدودها الدنيا، وصار من يحكم العاصمة وضواحيها وبعض محافظات اليمن العظيم معينا بالأمر المباشر ممن يدعي أنه صاحب الحق الإلهي الوحيد في الحكم دونما منازع، ضاربا ليس فقط بكل النصوص الدستورية والقانونية بل والشرعية عرض الحائط، تلك النصوص التي تنص علی الكيفية التي يتم من خلالها اختيار الحاكم، فصار من ﻻ يملك يولي الحكم لمن ﻻ يستحق.

 

حلت ذكری السابع عشر من يوليو تلك النقطة المضيئة والعلامة الفارقة في تاريخنا المعاصر، وقد استعبد أنصار الشيطان اليمانيين وقسمهم لطبقتين ﻻ ثالث لهما، فتحولوا إما لسادة لهم وحدهم حق الأمر، وإما لعبيد ليس لهم من حق سوی تنفيذ ما يؤمرون به حرفيا دونما اعتراض أو تذمر، بعد أن نهبت تلك العصابة الكهنوتية وبكل وقاحة أقواتهم ومصادر عيشهم لما يزيد عن العامين والنصف، ودون أن يجيز لهم حتی الحق في الصراخ والعويل من هول الوجع المدمي الذي باتوا عليه هم ومن يعولونهم.

 

حلت ذكری السابع عشر من يوليو واليمانيون يترحمون همسا علی أيام وأعوام خلت كانوا يصطفون فيها للوصول لصناديق الاقتراع كي يدلوا بأصواتهم لإختيار حاكمهم وممثليهم بمجلس النواب ومحافظيهم والسلطة المحلية بكل محافظة وكل مديرية، وقد فقدوا الأمل وسيطر عليهم اليأس والقنوط والإحباط من إمكانية عودة مثل تلك الأيام.

 

 حلت ذكری السابع عشر من يوليو هذا العام واليمانيون يئنون تحت وطأة هذا الكابوس المخيف الجاثم علی صدورهم وقد أحال حياتهم لجحيم مقيم يرونه رؤي العين، وهم ينتظرون علی أحر من الجمر وتشرئب أعناقهم ليوم الخلاص الوطني الذي سيتمكن فيه بعون الله الأبطال الميامين حراس الجمهورية وزملائهم في المقاومة المشتركة من اجتثاث واستئصال هذا السرطان الكهنوتي الخبيث، ليستعيد اليمن العظيم عافيته ويسترد اليمانيون أمنهم واستقرارهم وشموخهم وكبرياءهم.

 

حلت ذكری السابع عشر من يوليو هذا العام واليمن العظيم متخم بالجراح الغائرة والنائحات في كل البيوت، واليمانيون يتطلعون ليوم وطني جديد يرددون فيه بأعلی أصواتهم وقلوبهم ترتجف وهم يحييون فيه راية الجمهورية اليمنية ويبدأون بترديد سيمفونيتهم بـ (رددي أيتها الدنيا نشيدي) ويختتمونها والدموع تغص بها مآقيهم وتبلل وجوههم ب (لن تری الدنيا علی أرضي وصيا)، وقد عاد نور الشمس من جديد ليزيح دياجير الظلمات التي طال أمدها حتی ظنوا وبعض الظن إثم أنهم لن ينعموا مجددا بيوم جديد تشرق فيه الشمس من جديد.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية