أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، زيارته المؤجلة إلى العاصمة السعودية الرياض، بعد أن كان من المقرر إجراؤها العام الماضي.

وتأتي زيارة الكاظمي إلى السعودية، بعد تصاعد مستوى العلاقات بين البلدين، والتي تؤشر بعودة العراق إلى الحاضنة الخليجية عبر بوابة الرياض.

ويحاول رئيس الوزراء العراقي منذ تقلد منصبه في مايو/آيار الماضي، إلى إخراج البلاد من دائرة الأزمات والتصارع الإقليمي والرهان على إبقاء بغداد تحت الوصاية الإيرانية عبر القوى والمليشيات ذات النفوذ السياسي والحكومي.

ويرى المحلل السياسي العراقي ناصر القصاب، أن تحريك مياه الصداقة والتعاون مع المملكة السعودية من قبل الجانب العراقي، وفي هذا التوقيت يحسب لمصطفى الكاظمي.

ويؤكد القصاب في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "العلاقة العراقية السعودية هي بوابة لدعم العلاقات مع دول الخليج، لما لهما من ثقل في المجال الجيوسياسي، فضلا عن قوتهما النفطية.

وأضاف أن "الزيارة تأتي لتأكيد رغبة بغداد بالعودة إلى فضائها العربي والخليجي رغم ما تعرضت له البلاد من محاولات تغريب كبيرة لأجل إبعادها عن هويتها وتشتيت وزنها الإقليمي والدولي".

وكان الكاظمي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكدا خلال اتصال هاتفي سبق الزيارة بنحو أسبوع، على ضرورة تعميق العلاقات بين البلدين عبر تدشين عدد من المشاريع في مجال الاستثمار الزراعي والاقتصادي والطاقة.

وخلال زيارة اليوم الأربعاء، ترأس الجانبان اجتماعاً موسعا بمشاركة وفود كلا البلدين، ناقش خلالها أطر تعزيز العلاقات ورفع مستويات تمثيلها من الورق إلى الواقع.

ويؤكد الصحفي والمحلل السياسي العراقي، حمزة مصطفى خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن فرص نهوض العراق من كبوته الاقتصادية وأزماته المالية وحتى الأمنية منها والسياسية ستكون منطلقاتها الأوسع من العاصمة الرياض، إذا ما جاءت وفق ما هو مخطط له في أجندة الكاظمي.

وتابع مصطفى قائلاً لـ"العين الإخبارية" أن الوزن الجيوسياسي للسعودية وقدرتها على التأثير في حركة الأحداث بالمنطقة، تدفع بالعراق إلى التفكير بشكل جدي وصارم لقطع الطريق والذهاب باتجاه المملكة وإدارة الظهر إلى كل المشاريع التي تحاول سحب العراق إلى أتون الطائفة والهويات الفرعية.

فيما يلفت المحلل السياسي العراقي مناف الموسوي، إلى أهمية الاستفادة من القدرات الاقتصادية والخبرات الكبيرة التي تتمتع بها الشركات السعودية للاستفادة منها في داخل العراق بشكل عملي وواقعي مجال الزراعة والصناعة والطاقة.

ويشير الموسوي إلى "ارتباط العراق والسعودية بعلاقات ثابتة وراسخة بالأرقام والبيانات والاحصائيات سيحطم الكثير من الأجندات والرغبات الساعية لإنهاء الشكل المؤسساتي للدولة، وأضعاف القرار السيادي لبغداد.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية