النفط مقابل لقاحات كورونا.. خطة مادورو لتطعيم الفنزويليين
عرض رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، أمس الإثنين، مبادلة النفط باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، في ضوء سرعة ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس والعقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده.
وقال مادورو: "فنزويلا لديها ناقلات نفط، ولديها العملاء الذين يشترون النفط منها، وسوف تخصص جزءا من إنتاجها لضمان تلبية جميع احتياجاتها من اللقاحات"، حسبما جاء في بيان.
ولم يوضح مادورو تفاصيل خطة مبادلة النفط باللقاحات، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة سياسية واقتصادية طاحنة.
ونظرا لنقص العملات الأجنبية والعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، لا تستطيع بالكاد استيراد الأغذية والأدوية والاحتياجات الأساسية اليومية، كما تعاني البلاد من نقص في إمدادات البنزين، رغم أن لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم.
ويرى مادورو، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية، أن فنزويلا أمامها خيار واحد متاح بجانب مقايضة النفط باللقاحات، ألا وهو إقناع البنوك الأمريكية والأوروبية بالإفراج عن الأموال الخاصة بحكومة كراكاس المحتجزة لديها بموجب العقوبات، على أن يتم استخدام هذه الأموال لشراء اللقاحات بموجب مبادرة كوفاكس الدولية للقاحات.
والخميس الماضي، أعلنت فنزويلا التي لم تصرّح باستخدام لقاح أسترازينيكا بسبب أعراض جانبية محتملة، أنّها لن توافق على تسلم هذا اللقاح ضمن آلية "كوفاكس".
و"كوفاكس" هي آلية أنشأتها منظمة الصحّة العالمية لإتاحة اللّقاحات للدول المنخفضة الدخل.
وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريجيز، إنه: "من الواضح أنّ فنزويلا ستختار من خلال آلية كوفاكس اللّقاح الذي صرّحت باستخدامه لتلقيح الشعب الفنزويلي".
وكانت فنزويلا أبلغت في 15 مارس/آذار الجاري منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، رفضها تسلّم لقاح أسترازينيكا.
وكانت البلاد قد حجزت ما بين 1,4 مليون و2,4 مليون جرعة من هذا اللقاح من خلال آلية كوفاكس.
ولم تصل أيّ دفعة من هذه اللقاحات بسبب الديون المترتّبة على فنزويلا لصالح منظمة الصحة العالمية.
ولتسوية هذا النزاع طلب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من منظمة الصحة للبلدان الأمريكية أن تحرّر مبلغ 300 مليون دولار من الأموال الفنزويلية المجمّدة لدى المصرف المركزي البريطاني بموجب عقوبات مفروضة على فنزويلا.
وكانت فنزويلا أطلقت حملة تطعيم ضدّ "كوفيد-19" في شباط/فبراير الماضي باستخدام لقاحي "سبوتنيك-في" الروسي و"سينوفارم" الصيني.
وسجّلت في فنزويلا التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة، رسميا نحو 150 ألف إصابة بفيروس كورونا بينها 1500 وفاة، وهي أرقام شككت فيها المعارضة في وقت عبرت فيه الحكومة عن قلقها بشأن إصابات جديدة.