الخوخة إحدى مديريات محافظة الحديدة في الساحل الغربي لليمن، أخذني القدر إليها على حين غرة في زيارتي الأولى للمدينة التي سمعت باسمها الذي تردد كثيراً، واحتلت أخبار معركة تحريرها من دنس المليشيا الحوثية صدارة واهتمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بعد مدينة المخا الاستراتيجية، لأهمية موقعهما.

 

في طريق الساحل الغربي شعرت للوهلة الأولى كما لو أنني خلقت من جديد أمام مشهد بديع حيث علونا عن سطح البحر لأمتار ونحن نقطع الطريق الإسفلتي المحاذي للبحر، الطريق الذي تم تشييده بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة على يد الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله..

 

كانت عيناي تبحلق بجانبي الطريق يمينا ويسارا لمشاهدة مناظر البحر والبر والقرى المتناثرة ومخيمات البدو الرحل، متعجبا من قدرات الإنسان اليمني وتحمله قسوة هذه التضاريس، وتطويعها وكسب معركة البقاء مع الحياة..

 

في خوخة البحر الأحمر ورغم درجة حرارتها المرتفعة إلا أن تلك النسبة مضاعفة تلتمس دفئها في قلوب السكان وأخلاقهم وبساطتهم، كسائر أهالي تهامة، ويتجلى ذلك أكثر إذا ما قمت بزيارة لمزارع النخيل وثمار الفاكهة بمساحاتها الكبيرة المترامية الأطراف، لتدرك حقيقة إن تهامة مصدراً للكرم والشهامة والقناعة والبساطة بشموخ واعتزاز.

 

الخجل والطيبة، صفتان تميزان أبناء تهامة، تلمسهما في تعاملك أثناء تجولك في أنحاء متفرقة في الخوخة كما فعلت وأطلعت عن قرب على تفاصيل الحياة اليومية في القرى المحيطة بمركز المديرية، التي تسلطت على الناس فيها مليشيا الحوثي الكهنوتية لفترة زمنية قبل تحريرها في ديسمبر من العام الماضي على أيدي قوات المقاومة اليمنية بدعم من التحالف العربي لاسيما دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

الخوخة مديرية ساحلية مهمة وتطبيع الحياة فيها في أبهى صورة كما أفادني بعض سكانها مقارنة بفترة سيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية وما صنعته من مآس حولت حياة الناس إلى جحيم أسود، ودمرت البنى التحتية والمصالح العامة وجعلت منها خنادق ومتارس في حروبها المفتوحة ضد اليمنيين..

 

عاودت عجلة التنمية سيرها في مدينة الخوخة والمخا كذلك بدعم دول شقيقة شواهده تحدثك وأنت تتنقل من مكان لآخر، بعد طرد المليشيا من المدينتين اللتين تشهدان بشكل متنامٍ حركة تجارية واقتصادية نشطة، وبما تتميزان به من طبيعة وموقع استراتيجي مهم حيث تطلان على الساحل الغربي الذي تم تحرير أغلبه من قبل القوات المشتركة بدعم التحالف العربي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية