نكسة مأرب تكتب الفصل الأخير من مغامرة مليشيا الإرهاب الحوثية
لم تعد خسائر مليشيات الحوثي الإرهابية التي راكمتها خلال شهرين من القتال لاجتياح مأرب تمثل جزءا معقولا من كلفة أي مواجهة عسكرية، لقد تجاوزت بكثير أجواء الخسارة لتصبح نكسة موجعة وبداية هزيمة نكراء تنتظر المليشيا في كل الجبهات.
حال قيادات المليشيا الحوثية أذناب إيران وهي تتوزع المحافظات والمناطق والتعلق ببصيص أمل يظهر كم تحمل أرواحهم من ثقل الهزيمة التي تشهدها جبهاتهم في مأرب واليوم في تعز وغدا في الضالع وفشل متراكم على جبهات الساحل الغربي.
لقد كنست مأرب بصمودها الأسطوري أوهام التمكين واعتقاد المليشيا الحوثية الإرهابية أن معركة مأرب لن تختلف عن الجوف ونهم، لتدرك مؤخرا أنها وصلت إلى كمين أعطب كل تحركاتها وتحولت أنساق الهجمات إلى أرقام في قوائم القتلى وجثث على مواكب التشييع المتزاحمة في كل الطرقات.
تساقطت كل أوراق المليشيا ولم تصمد أمام طقس شباط القاسي الذي صنعته بنادق الرجال في جبهات مأرب والجوف والبيضاء وكل الجبهات المشتعلة اليوم حمما على رؤوس الزاحفين إلى قبورهم نصرة لعصابة الكهنوت الحوثية.
كثفت المليشيا الحوثية من هجماتها الصاروخية وبالطيران المسير على مدن المملكة العربية السعودية في محاولة للضغط على الرياض لقبول ما تسميها المليشيا مبادرة سلام وهي عبارة عن بنود كثيرا ما رددها ساسة طهران عن وقف الحرب والاعتراف بمرتزقتها وأذنابها في اليمن مع سلاحهم طرفا مركزيا في حوار مزعوم تحت تهديد القوة الغاشمة.
وكان مسعى المليشيا الحوثية هو إيقاف المملكة للعمليات الجوية ضد القوات المهاجمة لمأرب لكي تتمكن من اجتياح المحافظة وفرض واقع جديد بعد أن تستحوذ على الثروة النفطية فيها لتمويل حربها القادمة.
ارتطمت كل محاولات المليشيا وابتزازها للمملكة بمواقف شجاعة للتحالف وصمود بطولي للمقاتلين في الميدان لتتحول كل أحلام السيطرة على مأرب وثرواتها إلى كابوس يلاحق المليشيا وقياداتها إثر توارد أكوام من الجثث من جبهات مأرب وتناثر العشرات بل المئات منها في جبال ومناطق القتال.
الهزيمة التي داست أحلام النصر في جبال مأرب تمتد جذورها لتزهر هزائم متعددة في جبهات حوثية أخرى وتعشب لتتحول إلى شجرة بلا ظلال لا تمنح الكهنوت إلا نارا وسرابا.
كانت المليشيا الحوثية تعتقد أنها وصلت إلى المرحلة الأخيرة من مغامرتها وأن السيطرة على مأرب سيفتح أمامها واقعا مختلفا وسيفرض تسوية بشروطها هي غير أن الصدمة كانت قاسيه حين وجدت المليشيا نفسها تعود إلى المربع الأول وأن كل ما قطعتها من مسافة هي الطريق إلى الهزيمة والنصر لليمنيين ضد بطشها وجرائمها التي لم تتوقف منذ بدأت مسيرة الشر في جبال صعدة قبل عقدين من الزمان.
لم تفلح كل تحشيدات المواقف السياسية من طهران إلى العراق إلى جنوب لبنان كما لم تغنِ الضغوط الأمريكية شيئا وذهبت كل الجحافل التي جمعتها المليشيا الحوثية ووجهتها صوب مأرب لتصبح عبئا ثقيلا على قيادات المليشيا وهي تنتظر النصر المزعوم ليأتي بدلا عنه بوادر الهزيمة النكراء.