في مدينة حيس- جنوب محافظة الحديدة، تتجدد يوميًا قصة تحدٍ مع انطلاق الدوام المدرسي في "مجمع الإمارات التربوي"، حيث أُنشئ أول فصل دراسي مخصص لتعليم الأطفال الصم والبُكم، معتمدًا على لغة الإشارة كوسيلة أساسية للتعلم.

ويتيح الفصل، الذي يُعد تجربة تعليمية غير مسبوقة في المديرية، فرص الاندماج والتعليم لفئة طالما واجهت صعوبات في الوصول إلى التعليم، في بيئة دراسية تتولى إدارتها معلمة من ذوي الإعاقة السمعية نفسها، نجحت في إعداد منهج متخصص يراعي احتياجات الطلاب ويساعدهم على تجاوز عوائق الفهم والتواصل.

وتمثل هذه الخطوة مبادرة تعليمية رائدة من إدارة المجمع، التي عملت على تهيئة بيئة تعليمية ملائمة تعتمد على لغة الإشارة، في مسعى لكسر عزلة الصمت ودمج الأطفال الصم والبكم في العملية التعليمية والمجتمع المدرسي.

وكالة "2 ديسمبر" الإخبارية، زارت المجمع التربوي، حيث التقت مديره ناصر الضبيري، الذي أوضح دوافع إطلاق المبادرة، قائلًا: "نظرًا للكثافة السكانية في مديرية حيس، لاحظنا وجود أعداد متزايدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصًا فئة الصم والبكم، وهو ما دفعنا إلى افتتاح هذا الفصل لضمان حقهم في التعليم وتمكينهم من الاندماج في المجتمع".

وأكد الضبيري، أن الهدف من هذه المبادرة التي تمثلت بافتتاح هذا الفصل، هو انتشال هذه الفئة من عزلتهم، وفتح أبواب التواصل أمامهم ليصبحوا أفرادًا فاعلين، قادرين على التعايش والتعامل مع المجتمع كجزء لا يتجزأ من نسيجه.


ووفر الفصل بيئة تعليمية تفاعلية تعتمد على لغة الإشارة، ما أتاح للطلاب وسيلة فعالة للتواصل والتعلم، متجاوزًا كونه مساحة دراسية تقليدية إلى دور أوسع في تمكينهم من التعبير عن قدراتهم وطموحاتهم، وتعزيز تواصلهم مع محيطهم التعليمي.

من جهته، أشاد عبده مهيم، مدير عام صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمحافظة الحديدة، بالمبادرة، واصفًا إياها بأنها "خطوة مهمة في دعم تعليم الصم والبكم"، وقال: "نحن نشجع مثل هذه المبادرات التي تسهم في تطوير تعليم لغة الإشارة، ونثمّن الدور الذي قامت به المعلمة، حيث قدمت نموذجًا ملهمًا من خلال تجربتها الشخصية".

ودعا مهيم، في ختام حديثه، أولياء الأمور إلى إلحاق أبنائهم من الصم والبكم بالمدارس، مؤكدًا أهمية حصولهم على حقهم في التعليم بما يتيح لهم المشاركة في التنمية والتطور.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية