مرارة التهجير الحوثي لم تمنع النازحين من إحياء الحرف التقليدية بالساحل الغربي
الحياة القاسية التي يعيشها نازحو حي منظر في مخيمات النزوح منذ أن هجرتهم مليشيا الحوثي الإرهابية، لم تمنعهم من إحياء حرفة الحياكة التقليدية (حياكة المعاوز) التي كانت مشهورة في الحي الواقع بمديرية الحوك، قبل أن تستبيحه المليشيا الحوثية بالألغام ثم القصف اليومي الممنهج.
من كان يزور حي منظر قبل عدوان مليشيا الحوثي عليه كان يجد معامل الحياكة المنتشرة بشكلٍ كبير، هنالك كان صوت الخشب المتصادم عند حياكة "معوز ملون" يعطي دلالةً على اجتهاد السكان في العمل وتمسكهم بالحفاظ على هذه المهمة التقليدية المشورة في الحديدة والساحل الغربي.
لكن الصناعة التقليدية هذه هي الأخرى لم تسلم من مآلات حرب الحوثيين الجائرة، وتحولت معامل إنتاجها في كثير من مناطق الحديدة إلى اطلال تحكي أيامًا من الأمان والعمل الدؤوب، غير أن سكان منظر المهجرين قسرًا إلى مخيم الجشة بمديرية الخوخة لهم انطباعٌ مختلف عن هذه الصنعة المرتبطة بثقافة المجتمع التهامي وزيّه التقليدي.
يحوي مخيم الجشة أعدادا كبيرة من النازحين الذين توافدوا إليه من مناطق مختلفة، ومن ضمنهم عدد من نازحي حي منظر، هنالك كان فريق "2 ديسمبر" يرصد معاناة النازحين في أرجاء المخيم، بصحبة مد ير عام مديرية الحوك عياش بهيدر.
في المعمل المجهز بأقل الإمكانات الذاتية يجثو مجموعة من الرجال متقابلين وبينهم آلة يدوية مصنوعة من الخشب يحيكون بها قطعة من القماش تعرف محليًا بـ"المعوز" أو "المقطب"، يرتديها الرجال وتغطي القسم السفلي من الجسم، وعادةً ما تكون زاهيةً بعدةِ ألوان لتبدو بشكلٍ جذاب.
ويحاول النازحون من خلال إحيائهم هذا الموروث المطلوب في السوق إعادة الزخم لهذه الحرف ومقاومة غزو المنتجات الخارجية المشابهة التي تحاول الاستحواذ على مكانة صناعة المعاوز التقليدية، عوضًا عن كونها وسيلة مُثلى لكسب الرزق.