تشكل ثورة 14 أكتوبر واحدة من محطات النضال الثوري والكفاح المسلح ضد الاحتلال وتبرز أهميتها كونها توجت مرحلة مواجهة طويلة ضد المستعمر البريطاني وانتهت بتوحيد الشطر الجنوبي من اليمن تحت قيادة موحدة وفي دولة موحدة بعيدا عن سلطنات ومشيخات زمن الاحتلال الانجليزي.
 
لم تكن ثورة أكتوبر هي الثورة الوحيدة ضد الاستعمار الأجنبي فقد راكم اليمنيون رصيدا تاريخيا من النضال والثورات ضد المحتلين ابتداء من الاحتلال الفارسي والحبشي والهولندي والبرتغالي والعثماني وصولا الى الاحتلال البريطاني للجزء الجنوبي من أرض اليمن، وخلال كل مراحل الكفاح الثوري والتي امتدت على طول وعرض اليمن لم يبخل اليمانيون على أرضهم بالتضحيات مهما كانت كبيرة وموجعة ففي سبيل الأوطان تهون الأرواح .
 
وخلال سنوات الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني طوع المناضلون الجغرافيا دون تشطير وجعلوها أرضا واحدة ومنطلقا لكفاحهم وعملياتهم ضد المحتلين وضد الإمامة في الشمال لتجمعهم من كل مناطق اليمن في جبهة وطنية واحدة هدفها الرئيسي طرد المحتل وإنهاء حكم الإمامة في الشمال .
 
وإذا كانت تعز وعدن شكلتا قبل ثورتي أكتوبر وسبتمبر جناحي المشروع الثوري ومنطلقا للثوار من الجنوب والشمال لتنسيق تحركاتهم وتبادل الأدوار النضالية؛ فإن تجربة الكفاح الثوري تتجدد اليوم في الساحل الغربي وكل جبهات اليمن ضد مليشيات الإمامة الحوثية وتمثل القوات المشتركة أنموذجا وطنيا من نماذج العمل الثوري والوطني لليمنيين من مختلف مناطق البلاد بجنوبها والشمال .
 
يبقى وهج الثورات متوشحا أسماء شهداء وأبطال ضحوا بأرواحهم لتعيش شعوبهم بحرية وكرامة، وثورة 14 أكتوبر واحدة من المحطات التي خلد فيها الكثير من المناضلين أسماءهم على صفحات المجد والخلود حين قدموا ملاحم بطولية وانتصروا لأوطانهم وحق شعوبهم في الحياة الكريمة بعيدا عن الاستعباد والقهر والظلم، وليس هنا مجال إحصاء او ذكر هذه فالأسماء مخلدة في القلوب وفي سطور التاريخ .
 
وحتى اليوم تستمر قوافل الشهداء في افتداء الوطن والدفاع عن وجوده وهويته العربيه الإسلامية أمام هجمات ومؤامرات تتجدد بتجدد الزمان والظروف، فإذا كانت بريطانيا بالأمس هي المستعمر فاليوم تقف طهران على ناصية المؤامرة تستهدف اليمن تاريخا وهوية ووجودا وتسعى إلى تحويله خنجرا مسموما في ظهر الأمن القومي العربي واستقرار جزيرة العرب .
 
الاحتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر هو تجديد عهد المناضلين للشهداء بأن مسار الثورة لن يحيل أو يميل عن الطريق الذي رسموه بدمائهم الطاهرة، وأن فجر الجمهورية والحرية والثورة سيبزغ من خلف سحب الدخان مهما لبدت سماء الوطن المؤامرات، وأن ليل الجاثمين على صدر البلاد سيذهب إلى غير رجعة وحينها سيهتف الثوار مجددا: "سلبنا الدجى فجره المختبي".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية