استخدمت مليشيات الحوثي التابعة لإيران خلال مسيرتها العدائية ضد اليمنيين الاتفاقات كمنصة للقفز إلى مستويات أعلى من المكاسب التي حققتها بهكذا تكتيك والتفاف منذ الحرب الأولى في صعدة وصولا إلى اتفاق السلم والشراكة وانتهاء باتفاق السويد .
 
غير أن عصا الساحل الغربي ابتلعت أفاعي المليشيات الحوثية وأسقطت من على منصة القفز شياطينها ودفنت في رمل التهايم المنصة والسحرة وأفشلت كل محاولاتها المعطوبة استخدام اتفاق ستوكهولم للقفز إلى واقع جديد يتمثل في محاولتها استعادة المساحات الشاسعة التي خسرتها سابقا على أيدي ابطال القوات المشتركة.
 
وكما هو معلوم للجميع فإن اتفاق السويد شكل للمليشيات الحوثية ملاذا من زحف القوات المشتركة والتي كانت على وشك تحرير مدينة الحديدة بالكامل غير أن وضع المليشيات وموقفها العسكري وكل تحشيداتها لم تحدث فارقا على الأرض في كل هجماتها وتسللاتها وتصعيدها المستمر والذي يمنحها فقط أكواما من جثث مقاتليها لتتواصل مواكب التوابيت العائدة من جبهات الموت المفتوحة شرقا وغربا .
 
حصيلة مرعبة من القتلى في صفوفها عادت بها المليشيات من جبهات مأرب خلال الأسابيع الماضية لتضاعف الحصيلة من جبهات الساحل الغربي خلال الأيام القليلة الماضية من خلال تصعيدها المحكوم بالفشل في حيس والدريهمي وأطراف مدينة الحديدة ووقائع عديدة على طول جبهات الساحل الغربي .
 
ترتطم كل محاولات المليشيات الحوثية التقدم صوب مواقع القوات المشتركة بجدار من الرجال التواقين للنزال ومجابهة الموت بشجاعة الثوار في ليالي أيلول حين هدموا عرش الإمامة وكل جبروتها بصلابة أجدادهم من التبابعة وملوك حمير وسبأ .
 
كل حوثي تأخذه قدماه للتقدم صوب متارس أبطال القوات المشتركة في الساحل الغربي يكون بدأ خطواته الأولى نحو الموت وهو المصير المحتوم لكل من تسوقهم مليشيات الإمامة الحوثية إلى الجبهات لتقدمهم قرابين لمشروع أسيادها من ملالي طهران وخلفاء الصريع قاسم سليماني .
 
تصعيد المليشيات الحوثية في جبهات الساحل الغربي يأتي امتدادا لمحاولات هجومية وتسللات لم تتوقف منذ توقيع اتفاق ستوكهولم غير أن التصعيد خلال الأيام القليلة الماضية أخذ طابعا انتحاريا حيث تسعى المليشيات إلى تحقيق أي اختراق في الميدان مهما كان ثمن المجازفة وكلفتها البشرية في صفوفها غير أن جاهزية القوات المشتركة افقدت المليشيات الحوثية القدرة على استيعاب حجم الخسارة ومشهد الانكسار المذل في صفوف مقاتليها الذين حشدتهم بكثافة واضحة .
 
واقع المعركة يؤكد للمليشيات الحوثية أنه لا مجال لأي محاولة من قبل قطعانها للتقدم أو صناعة أي نصر في الميدان وأنه لا خيار أمامها إلا التخندق داخل الأنفاق التي تحفرها انتظارا ليوم يأتي وتتحول هذه الأنفاق والخنادق إلى مقابر جماعية يدفن فيها مقاتلوها ومشروعها الإمامي التدميري الدخيل على تهامة وتاريخها اليمني المشرق .

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية